بين التكيف والتكييف...!!!!

بين التكيف والتكييف....!!!

                                                                                                                *********

محسن الإفرنجي
***********
شعبنا الفلسطيني يعد بدون مبالغة من أقدر الشعوب على التكيف مع الاوضاع والمستجدات كافة لدرجة أن مرونته في هذا الاطار تصل أحيانا الى حد "التكيف السلبي" ..  وأذكر مقولتين هنا الأولى لشخصية فلسطينية أوردت في مقال لها ما معناه أنه "لو فحصوا الجينات الخاصة بالشعب الفلسطيني لوجدوها جينات تختلف عن باقي البشر من فرط قدرته العالية على الصبر والتحمل منذ أكثر من 65 عاما"، والمقولة الثانية لأحد قادة الاحتلال بعد العدوان الثاني على غزة الذي قال في احد تصريحاته: لو نزلت أطنان المتفجرات التي ألقيناها على غزة على أي شعب آخر لتركوا بيوتهم ومدنهم خاوية وهربوا منها"..

CNN صورة من تقرير شبكة  

وتابعت تقريرا أعدته شبكة شبكة CNN الأمريكية عنونته بـ "والله لنكيف" معاناة الفلسطينيين.. بابتسامة، تقول فيه إن مجموعة من الشباب الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أطلقت حملة تحت شعار "والله لنكيف"، ليعبروا من خلاله عن ما يريدون بفكاهة وسخرية حول الواقع الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي الذي يعيشونه، وتحدثوا عن أحلامهم بانتهاء الانقسام وانتشار الحريات، وحل العديد من المشاكل الاجتماعية، كغلاء المهور، والمدراس، وغيرهاووسط كل هذه المتناقضات تناقل مؤخرا نشطاء الإعلام الاجتماعي عبارة  "والله لنكيف...!!!!"، تعبيرا عن رغبتهم العارمة بـ"التكييف" في كل الأحوال، وبدأوا يتندرون بهذت العبارة التي أفرزت عشرات العبارات الاخرى والرسوم الكاريكاتورية وغيرها.
ومن بيت تعليقات نشطاء الشبكات الاجتماعية التي تابعتها على هذا التكييف: "الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني أجبره على التكيف مع الأزمات رغماً عنه، فالتجارب التي مر بها والمحن من حروب وحصار وقطع كهرباء خلقت منه شعب يأبى الانكسارعدنان نصر" ، وتعليق آخر أورده ياسر الناجي قال فيه: "هناك فرق بين أن يتحمل الشخص لأنه يريد أن يمر بهذه التجربة المريرة ( والنبي دائما كان يقول اسألوا الله العفو والعافية ) وبين أن يفرض عليك التحمل فرضا وأن تجبر على التحمل ، عندها لا مناص من ذلك ولا مفر...حقيقة من خلال تجربتي المريرة في غزة هناك مبدعون ويستحقون الاهتمام ، وعندما خرجوا من غزة كان الإبداع عنوانهم وأذكر أن أحدهم خلال مقابلة شخصية سألها له مجري المقابلة ، كيف سيتحمل العمل في الشركة ومكانه بعيد عن الشركة ، فيقول لي تبسمت في قرارة نفسي وقلت كيف لو مر هذا المدير السائل بظروف منع السولار عن غزة ، ترى هل  سيسأل هذا السؤال ؟".
ولم تعتقد الطالبة هدى الحلبي التي قدمت إلى غزة قبل عدة سنوات لمواصلة دراستها الجامعية أنها ستتمكن من التكيف مع أوضاع غزة الصعبة وتقول في تدوينة لها "عن تجربة لم اعتقد يوما ان كنت راح أتعايش مع الواقع متل هالفترة الي عشتها بغزة".
لن يعدم الشعب الفلسطيني الوسائل كافة من أجل التكيف سلبيا وإيجابيا مع الأوضاع التي يعيشها ويواجهها على مدار الساعة مجسدا قاعدة "الأزمات تخلق الإبداعات"، وفي أحيان أخرى تتسبب بصدمات

*******************************************************

رابط التدوينة على صفحة الفيسبوك:
http://www.facebook.com/malefranji/posts/10151446159943008?comment_id=222599305&notif_t=like 

تعليقات