الكشف عن اعتقال " خلايا حساسة لعملاء مخضرمين "


غزة – محسن الإفرنجي:
كشفت وزارة الداخلية في حكومة غزة النقاب عن اعتقال عدد من المتعاونين مع قوات الاحتلال "المخضرمين " الذين جندهم جهاز المخابرات الإسرائيلية " الشاباك " لتنفيذ عمليات معادية للشعب الفلسطيني.
وقالت مصادر أمنية في الوزارة في تصريح لها : " من بين العملاء الذين سقطوا وسلموا أنفسهم للداخلية بغزة عملاء تم زرعهم في مواقع ومؤسسات وهيئات رسمية وأهلية بهدف توفير غطاء لهم من خلال عملهم داخلها وتسهيل مهمة نقل المعلومات للاحتلال ".


وكانت الداخلية أعلنت عن فتح باب التوبة للعملاء في إطار " الحملة الوطنية لمكافحة التخابر مع العدو " التي تعد الأولى من نوعها فلسطينيا وتأتي في إطار عمل أمني توعوي للمواطنين و، وتنبيههم من الولوغ في وحل العمالة مع الاحتلال.
وتستمر الحملة التي جندت لها الداخلية العديد من الوسائل من بينها موقع " الفيس بوك " الشهير ، حتى العاشر من شهر يوليو القادم.
وتخوض أجهزة الأمن الفلسطينية صراعا ضاريا ضد العملاء الذين يعمل الاحتلال على تجنيدهم مستخدما أساليب غير تقليدية أو التي تعتمد على قاعدة " السقوط الأخلاقي طريق للسقوط الأمني" حيث عمد مؤخرا إلى تسخير التكنولوجيا من أجل إسقاط بعض الشبان في حبائله.
وكان وزير الداخلية فتحي حماد أكد على أن وزارته ستشن " حملة شرسة على العملاء الذين لن يسلموا أنفسهم خلال فترة الشهرين التي أعطيت لهم ليتوبوا ويسلموا أنفسهم ", موضحاً أنه سيتم في الفترة القادمة شن عدة حملات أمنية لضبط الأمن في القطاع.
لاحقوهم بلا هوادة..!
ورغم أن المصادر الأمنية حتى اللحظة تتحفظ عن حجم الشبكات التي تم تفكيكها و عدد العملاء المتواجدين في قطاع غزة أو ممن سلموا أنفسهم ضمن حملة التوبة التي أعلنتها إلا أن الشارع الغزي يشعر بارتياح تجاه الحملة التي عزز من أهميتها إعدام عميلين مؤخرا بتهمة التخابر مع قوات الاحتلال و التسبب باستشهاد مقاومين فلسطينيين.
لكنها سربت بعض المعلومات المتعلقة باستخدام العملاء لتكنولوجيا حديثة ومتقدمة حيث كشفت أن احدهم كان خلال العدوان على غزة نهاية العام 2008 يستخدم جهاز خاص يمكن ربطه بالأقمار الصناعية وفي ذات الوقت يعطي إشارة تؤمن حياته من الإصابة في حال تعرض مواقع المقاومين للقصف .
ومن بين تلك المعلومات أيضا " عمليات التجسس الالكتروني " والوصول إلى شبكات الحواسيب الخاصة واختراق أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية في ذات الوقت بهدف بث كم هائل من المعلومات والبيانات من غزة إلى غرفة عمليات " الشاباك " .
حتى الصحفيين والمؤسسات الدولية!
وثمة جوانب أخرى للتخابر تتمثل في " استغلال الوسائل كافة من خلال الاعتماد على وسطاء مثل صحفيين أجانب ، ومتطوعين ، وهيئات خيرية ، ومؤسسات دولية ، والهدف واحد تجنيد العملاء والحصول على المعلومات بأي طريقة " حسب الداخلية التي أكدت قدرتها على تفكيك بعض الشبكات من خلال ثغرات التكنولوجيا التي تعتبر سلاحا ذو حدين .
وكانت قوات الأمن اعتقلت صحفيا بريطانيا ووجهت إليه تهمة التخابر مع قوات الاحتلال و تزويدهم بمعلومات خلال العدوان على غزة .
وقالت : " كما اصطاد العملاء رجال المقاومة وتسببوا باغتيال المئات منهم اصطادتهم الأجهزة الأمنية بنفس الطريقة " مؤكدة أن حملة توبة العملاء تؤتي ثمارها في الوقت الذي تمثل فيه أيضا " نافذة ومخرجا للعديد من العملاء الذين لم يتورطوا ويغرقوا حتى النهاية في مستنقع العمالة ولم ينفذوا كل المهام القذرة ".
ويشار إلى أن العدوان الأخير على غزة في العام 2008 / 2009 اعتمد فيه الاحتلال بصورة كبيرة على خلايا العملاء لتزويد " بنك المعلومات " الذي تحدث عنه بالأهداف وأدى ذلك إلى انكشاف عددا منهم وتصفيتهم أو وقوعهم في يد الأمن الداخلي مما أثار حالة استياء وجدل داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
العملاء هم في كل زمان و مكان لكن العبرة لمن يعتبر و ينجو بنفسه قبل أن ينكشف أمره أو يتخلص منه الطرف المستغل له بطريقة بخسة.

تعليقات