شكلت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 محطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، بل في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال، بعد أن سجلت المقاومة الفلسطينية نجاحا غير مسبوق في تحطيم هيبة جيش الاحتلال واستخباراته وكل أنظمته المسخرة لقتل الفلسطينيين ومحاصرة قطاع غزة ومنع تطور المقاومة.
"نفذت حماس هجومها لتحصل على صورة نصر لكنها عادت بألبوم كامل من هذه الصور"، هكذا علق الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة «معاريف» العبرية، بما يعبر عن صدمة شديدة لم تفق منها المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بعد.
فما الهدف الرئيس للحرب المسعورة على غزة؟
لا يمكن حصر هدف واحد هنا لكن من خلال متابعتي لردود الاحتلال، أجد أن الهدف الأسمى ليس القضاء على حماس - كما يقولون - وهو هدف من المستحيل تحقيقه، بل الهدف هو كي وعي الفلسطينيين وتدفيعهم ثمنا باهظا جدا لنجاح المقاومة الفلسطينية في إهانة صورة "الجيش الذي لا يقهر" كما يروجون له دائما.
سجلت المقاومة لنفسها سبقاً في تدمير الصورة النمطية التي صنعها الاحتلال عن نفسه، وأسهم في ترويجها الغرب الداعم له، والعرب المتخاذل الذي يخشى حكامه على مناصبهم، ولا طاقة لهم بمعارضة إسرائيل أو أمريكا بشكل صدامي.
استطاعت المقاومة الفلسطينية والتي قادتها في هذه العملية كتائب القسام التابعة لحركة حماس، أن تضرب كيان الاحتلال في عقر مستعمراته الاستيطانية، محطمة مجموعة من الاساطير المؤسسة للكيان الصهيوني
تعليقات
إرسال تعليق