مهنة الصحافة..بوابة الإنسانية

رفض الصحفي الفلسطيني #حاتم_عمر Hatem_Omar# أن يتصرف مثل الصحفية البريطانية في الفيلم القصير "واحد على مائة من الثانية One Hundredth of a Second" حيث فازت فيه الصحفية بجائزة عن قصتها المصورة لطفلة قتلت خلال الحرب وخسرت ضميرها وإنسانيتها. فقد اجتذب مشهد انتقال المصور الصحفي حاتم عمر من مربع التصوير إلى مربع المسعف لإنقاذ مسن مصاب خلال #مسيرة_العودة_الكبرى الصحفيين والمجتمع كافة لدلالاته المهنية والإنسانية.
ما استوقفني هنا بعد تقديري الشديد لهذا العمل الرائع هو الخلط في بعض المفاهيم والعبارات سواء بقصد أو بدون قصد ممن علقوا على الصورة التي التقطت له. معظم المغردين والمعلقين ركزوا على أن الإنسانية انتصرت على المهنية في هذا الموقف، وأن الصحفي أثبت أنه إنسان، وأن الصحفي إنسان وأن الإنسانية أهم من المهنية، وأن...وأن... مهنة الصحافة هي قمة الإنسانية وقاعدتها الأخلاقيات والمبادئ الإنسانية السامية التي تعد الناظم لعملنا والقلب النابض لمشاعرنا وسلوكنا وأقلامنا وكاميراتنا... مهنة الصحافة بحقها وليس كما يمارسها البعض اليوم لمصالح حزبية أو سياسية أو خاصة هي رسالة أولاً، رسالة حب وخير وسلام للإنسانية جمعاء، والصحفي هو إنسان حساس جدا ومشاعره التي يخفيها غالبا حفاظا على شفافية عمله ومصداقيته جياشة أكثر من غيره، ولا يتعارض مشهد الزميل الصحفي مع المهنة ومبادئها الإنسانية والأخلاقية بل هو جسدها بأبهى حللها. في ميدان العمل الصحفي؛ عندما يكون الصحفي بين موقفين إما تصوير جريمة مثلا من جرائم الاحتلال أو أي مشهد آخر ومهمة إنقاذ شخص لا يوجد من ينقذه؛ فالأولوية هنا بالتأكيد لحياة الإنسان وليس للصورة، فواجبه المهني الإنساني أن يبادر للإنقاذ ما استطاع إلى ذلك سبيلا. مهنة الصحافة قاعدتها الأخلاقيات والمبادئ الإنسانية السامية، التي تعد الناظم للعمل وللسلوك والأقلام والكاميرات والمشاعر أيضاً، والمهنة بنيت قبل كل شيء على حب الخير والسلام، لكن بعض الصحفيين تجدهم يقدمون المصلحة الشخصية وبريق الشهرة ومصلحة أحزابهم على فكرة تقديم العون والرسالة التي يجب أن تكون منوطة بأي عمل صحفي. وبالعودة للفيلم البريطاني القصير one hundredth of a second فإنه يصور صحفية في ميدان الحرب وهي تلتقط صور اعتداءات الجنود حتى جاء دور طفلة صغيرة تنظر إليها مستجدية بعينيها وهي ترمقها كأنها تناديها، وبالتأكيد في وضع كهذا يصعب التدخل لكن ليس بالمستحيل خاصة لأن الأمر يتعلق بحياة طفلة، فكرت وفي ثوان معدودة اتخذت المصورة الصحفية القرار بمواصلة التقاط الصور غير آبهة بمشهد الطفلة التي قتلت.. فازت الصحفية بجائزة عن صورتها خلال الحرب لكنها خسرت ضميرها الإنساني، فالعمل الصحفي المهني والإنساني مكملان ولا ينفصلان.. مع خالص 💝 الحب والتقدير للزميل العزيز حاتم عمر Hatem Omar رابط التدوينة على الفيسبوك:

تعليقات