تعددت
الأسباب والموت "قهرا" هو الأقسى...!!
***************
محسن
الإفرنجي
***************
ما أصعب أن يموت
الإنسان "قهرا"، وما أصعب القهر حينما يكون من بني جلدتنا، وما أصعب أن يكون
بني جلدتنا "بلا شفقة".
أتخيل نفسي مكان
نجل المواطن الستيني المرحوم سعدي السخل (62 عاما) من نابلس وأنا داخل السجن ووالدي
يلفظ أنفاسه الأخيرة وأردد: يا الله ما أصعبه من موقف وأقساها من لحظات وألعنها من
ممارسات..حسبنا الله ونعم الوكيل!!
ضحية جديدة من ضحايا
الانقسام البغيض وهو والد "أسرى ومحررين" أحدهم الأسير المحرر والمبعد إلى
غزة نائل السخل، لقي ربه وهو ينتظر خروج ابنه من أحد المعتقلات الفلسطينية في الضفة
الغربية بعد أن تم استدعاء نجله من قبل جهاز أمني في نابلس.
يبدو أن الوالد كان
يشعر بأن هذا الفراق سيكون الأخير لابنه لذا أصر على مرافقته والتواجد بجواره داخل
غرفة الانتظار، حيث أصابته وعكة صحية، ونقله على الفور أفراد هذا الجهاز الى المستشفى
العربي التخصصي في نابلس لتلقي العلاج، حيث أعلن الاطباء عن وفاته" وفق بيان للمكتب
الإعلامي للنيابة العامة.
ورغم تعدد الروايات
بشأن وفاة المرحوم الستيني السخل، وهو أمر طبيعي جدا في ظل الانقسام والمناكفات حيث
تتعدد الروايات وباتجاهات متناقضة تماما؛ إلا أن جلطة قلبية أصابت القضية الوطنية ومزقت
شرايينها ولم تمزق فقط شرايين الرجل الستيني.
وقد تزامنت حادثة
الوفاة مع ذكرى أيام هي الأسوأ في تاريخ الشعب الفلسطيني، لتدلل بما لا يدع مجالا للشك
بأن الانقسام السياسي وإفرازاته الأليمة والمقيتة والملعونة أصابتنا في مقتل جميعا
دون الدخول في دوامة الاتهامات لطرف أو آخر.
سنظل نعاني ويلات
الانقسام السياسي وتداعياته وتأثيراته حتى أمد بعيد، بعد أن أصبحت العلاقات الوطنية
والمجتمعية على محك وفي مفترق طرق خطير ولن يكسب طرف ويخسر آخر فمعادلة الانقسام خسارة
للجميع.
الاعتقالات السياسية
في الضفة والاستدعاءات السياسية والأمنية في غزة لا تحقق شيئا غير سحق الحريات، وإهانة
الكرامة الإنسانية وزرع المزيد من الأحقاد، والأدهى أنهم لا يزالون يتحدثون عن كذبة
اسمها "المصالحة".
فلنتصالح مع الله
أولا، ثم مع أنفسنا وضمائرنا ومع شعبنا وجماهيرنا، ويومها ستتحقق المصالحة لا محالة.
تعليقات
إرسال تعليق