الطفل الأنقح ووالده...من الصيد إلى "القيد"!!


الطفل الأنقح ووالده...من الصيد إلى "القيد"!!

أحد الزوارق التي تعرضت لنيران البحرية الإسرائيلية
غزة/ محسن الإفرنجي:
لم يدرك الطفل محمود جيدا أن ركوبه البحر في غزة يعني ركوب الخطر إلا ساعات صبيحة اليوم الثلاثاء عندما حاصرته الزوارق البحرية الإسرائيلية وهو برفقة والده في عرض البحر شمال غرب منطقة الواحة- القريبة من حدود الفصل المائية – شمالي غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
محمود الأنقح ووالده كامل ديب (60 عاماً) كانا على ظهر حسكة مجداف صغيرة يرتزقان منها من صيد الأسماك حينما فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مراكب الصيادين المتواجدين عرض البحر ثمّ حاصرتهما.
وبدا المشهد بالنسبة للطفل محمود كأنه تمثيلي حيث لم تكتف قوات الاحتلال بمحاصرته وأبيه إذ أجبرتهما على خلع ملابسهما والسباحة تجاه أحد الزوارق الإسرائيلية،ومن ثم اعتقلتهما، واستولت على الحسكة وشباك الصيد الخاصة بهما.
مشهد متكرر..!
ما حدث مع محمود ووالده الأنقح تحول إلى مشهد متكرر لدى الصيادين الذين تفاقمت معاناتهم في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر قبالة شاطئ قطاع غزة، وحرمانهم من مزاولة عملهم.
محمد محمود اللوح، 21 عاماً، كان يقود أحد القوارب عندما فوجئ بزورقين إسرائيليين على متنهما عدد من الجنود، يقتربان لمسافة أمتار من القارب الذي كان على متنه برفقة ثلاثة صيادين آخرين.
 وقال اللوح لباحث المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: "أحد الجنود طلب التوقف فرفضت الانصياع وسط إطلاق نيران من احد القوارب الإسرائيلية تجاه مقدمة القارب، وتم حصار القارب الإسرائيلي الآخر لمدة ربع ساعة تقريباً".
وحاول اللوح الاستدارة بقاربه للهرب، رغم تعرض القارب لإطلاق النار المباشر، ونجا الصيادون الذين كانوا على متنه من النيران بأعجوبة، ولاذوا بالفرار إلى خارج مياه البحر بعد أن أصيب القارب بخمسة أعيرة نارية في أنحاء مختلفة منه.
 من ناحيته أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان أن ممارسات قوات الاحتلال العدوانية بحق الصيادين تلحق بهم المزيد من   الأضرار المادية بالإضافة إلى المعاملة القاسية والمهينة التي يتعرض الصيادون لها عند اعتقالهم.
ومن بين تلك الممارسات "المهينة"– وفق الميزان – إجبارهم على خلع ملابسهم والسباحة باتجاه الزورق الحربي ومن ثم تقييدهم وإلباسهم ملابس خفيفة لا تقيهم برودة الطقس ثم يخضعون تحقيق وبعدها يطلق سراحه فيما تبدأ معانات جديدة في محاولات استعادة زوارقهم ومتعلقاتهم الشخصية.
حصار بلا حدود..!
قوارب الصيادين تنتظر السماح لها بالإبحار
ويأتي تصعيد قوات الاحتلال للاعتداءات ضد صيادي قطاع غزة في ظل استمرار فرض إسرائيل حصار بحري على القطاع؛ يشمل فرض حظر على ممارسة الصيد فيما وراء ثلاثة أميال بحرية.
وكانت زوارق الاحتلال التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، صباح  الثلاثاء الماضي تجاه حوالي (20) من مراكب الصيادين المتواجدين في عرض البحرشمالي غرب بيت لاهيا، حيث طاردوهمحتى أجبروا تلك المراكب "البسيطة" على مغادرة المنطقة والابتعاد جنوباً، وأسفر الحادث عن تضرر أحد القوارب بشكل جزئي إثر إصابته بعدة أعيرة نارية.
ورصد "الميزان" (11) عملية إطلاق نار تواصلت لحين خروج الصيادين من عرض البحر إلى الشاطئ خلال شهر آب (أغسطس) الجاري، مجددا مطالباته المتكررة للمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة وملاحقة مرتكبيها ومن أمروا بارتكابها، والشروع الفوري في وقف الحصار غير القانوني المقروض على قطاع غزة وضمان حرية عمل الصيادين.


تعليقات