الاعتقال الإداري المتكرر للأسير "نشاطه" يحرم أطفاله من موعد محدد لاحتضانه


الاعتقال الإداري المتكرر للأسير "نشاطه" يحرم أطفاله من
 موعد محدد لاحتضانه

غزة – محسن الإفرنجي:
حمزة وشيماء وتيماء...أطفال في عمر الزهور، لكنهم يعيشون "مأساة" من نوع خاص تسببت فيها قوات الاحتلال التي حرمتهم من أبيهم الأسير إداريا جهاد نشاطه الذي حرم بدوره منهم ومن الاحتفال بمولدهم.
حكاية يعيش تفاصيلها "المؤلمة" الأطفال وأمهم وأبيهم البعيد عنهم الأسير نشاطه "42 عاما"، يشاركهم المعاناة عدد من الأسرى الذي يكتوون بنيران سياسة الاعتقال الإداري، فما أن ينتهي حكم أحدهم وينتظر الإفراج عنه بفارغ الصبر حتى يأتيه خبر تمديد اعتقاله بدون مبررات وهي "سياسة يستخدمها الاحتلال للتلاعب بمشاعر الأسرى وذويهم" وفق مركز أحرار للأسرى.
الأسير الإداري نشاطه حرمته قوات الاحتلال من أبسط حقوقه الإنسانية في العيش بأمان مع أسرته "المشتتة"؛ فلا يكاد يلتئم شمله معهم حتى يفرقهم السجن والسجان ثانية، فقد تزوج  من ابنه عمه وأعيد اعتقاله في شهر أبريل/ نيسان من العام 2000 قبل أن يكمل عاما من زواجه.
طال غيابك يا أبي..!
وطالت غيبة الأسير نشاطه "القسرية" وكانت زوجته حاملا بطفلهما الأول حمزة الذي ولد دون أن يراه والده الذي كان يخضع آنذاك لتحقيق قاس استمر لمدة 99 يوما, حكم عليه بعدها بالسجن ست سنوات حيث كبر طفله بعيداً عنه.
ولم تتوقف معاناة عائلة الأسير شلاطه عند هذا الحد؛ فقد حرمته قوات الاحتلال من زيارة طفله له بسبب سفر الزوجة إلى عمان ومنعها من العودة بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
ويقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش الذي تابع ملف الأسير نشاطه: "خلال تلك الفترة كانت أوضاعه النفسية صعبة وتضاعفت معاناته بسبب الحرمان من زيارة الاهل وغياب أخبارهم حيث لم يكن يعلم شيئاً عن مصير عائلته, إلى أن أفرج عنه في 26 شباط 2006".
لكن "تأتي الرياح بما لا يشتهي المحرر جهاد", فقد أعيد اعتقاله بعد عام من الإفراج عنه منتصف عام 2007, حيث كانت المرة الرابعة ليقضي في الاعتقال الإداري 23 شهرا, وكان عمر طفلته حينها شهر واحد إلى أن أفرج عنه في مايو/ آيار2009.
وماذا بعد..!
يقول مدير مركز أحرار: "لم يتوقف استمرار الاعتقال الإداري بحق نشاطه حيث أعيد اعتقاله بعد عام تحديداً في 7/5/2010 خضع خلالها إلى تحقيق لمدة شهر كامل ومن ثم أفرج عنه, وأعيد اعتقاله في 17/8/2010 وكان عمر طفلته الثالثة شهر واحد أيضاً, ولا يزال رهن الاعتقال الإداري حتى اليوم".
وأوضح أن الأسير خاض "سلسة من الاعتقالات الإدارية التي بدأت في نهاية العام 1992م حينما تم إبعاده إلى مرج الزهور وقضى عاما كاملا ومن ثم عاد ليخضع إلى تحقيق قاس, وحكم عليه بالسجن 24 شهراً.  وبعد الإفراج عنه أعاد الاحتلال اعتقاله وحكم عليه عشرة شهور وما أن أفرج عنه حتى أعتقل من جديد وحكم عليه 34 شهراً بعد أن خضع إلى تحقيق قاس لمدة 92 يوما, إلى أن أفرج عنه بتاريخ 29/4/ 1999 قبل أن يعاد اعتقاله حيث كان آخر اعتقال له في 17/8/2011".
وطالب الخفش المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة التدخل من أجل تأمين الإفراج عن الأسير جهاد نشاطه الذي يعاني شبح الاعتقال الإداري المستمر بحقه, ولا يزال رهن الإعتقال تاركاً زوجته وأطفاله الثلاثة.
أسرى كثيرون ينتظرون لحظات الإفراج عنهم بفارغ الصبر،  غير أن الأسير نشاطه يجهل موعد الإفراج الحقيقي عنه بسبب تكرار تمديد اعتقاله كل مرة وهو ما يفاقم معاناته.

تعليقات