الأسرى المضربون...
قصة نجاح "أحبطت" مخططات الحرب النفسية
الإسرائيلية
الأسرى واجهوا الدعاية بأخرى مضادة |
غزة – محسن الإفرنجي:
واجه الأسرى
المضربون عن الطعام حربا نفسية "ضروسا" من سلطات السجون الإسرائيلية على
مدار (28) يوما هي مدة الإضراب، في محاولة لمنعهم من مواصلته وتهديدهم بعقوبات
"أكبر" تطالهم في حال استمراره.
لكن الأسرى
واجهوا تلك مخطط الحرب النفسية بـ"دعاية مضادة" مكنتهم من "تعزيز إرادتهم
ورفع روحهم المعنوية" وفق الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات.
وقال حمدونة في حوار خاص معه: "وزعت سلطات السجون الإسرائيلية خلال الإضراب نشرات توعوية
صحية منسوبة إلى أطباء ومراكز صحية تشرح فيها مخاطر الإضراب عن الطعام وآثاره الآنية
والمستقبلية على صحتهم".
ومن بين
رسائل التهديد التي حملتها تلك النشرات "الإضراب سيعرضك لتساقط الشعر والأسنان،
وانخفاض حاد في ضغط الدم والسكر، إضافة إلى مشاكل جمة في الكلى والكبد مما يسبب أمراضا
عدة من بينها القرحة والنزيف وغير ذلك".
وجاء رد
لجنة قيادة الإضراب مسرعا؛ حيث واجهت تلك النشرات بنشرة مضادة تتناول حيثيات الإضراب،
دون أن تغمض عينيها عن المخاطر التي قد يتكبدها الأسرى "ثمنا لحريتهم".
ووفق الأسير
المحرر حمدونة، أوردت نشرة الأسرى أن "الحركة الأسيرة مرت بتجارب سابقة عدة في
مجال الإضراب، دون أن ينال ذلك من عزيمتها ودون أن يفقدوا أحدا من زملائهم" مؤكدين
أن "هدفهم الأسمى يستحق التضحية من أجله".
وعززت قيادة
الأسرى نشرتها بإيمانهم بالله وقدره قبل كل شيء ثم بالالتفاف الجماهيري المساند لهم،
إلى جانب تضامن العديد من المؤسسات والجاليات والتجمعات العربية والدولية مع قضيتهم
الإنسانية العادلة.
وكان لتنظيم
صفوف الأسرى وتشكيل قيادة للإضراب إلى جانب قيادة ظل بديلة في حال عزل القيادة الرئيسة
– وهو ما حدث بالفعل- أثر فاعل في إنجاح الإضراب وتحقيق معظم أهدافه.
"الظل" مقابل العزل..!
ولم تتوقف
الحرب النفسية الإسرائيلية عند حد التهديدات بل كانت مصحوبة بخطوات عملية "عقابية"
للأسرى في كل يوم من أيام إضرابهم الـ(28) وخاصة عزل الأسرى عن العالم الخارجي تماما
حتى حرمانهم من مقابلة المحامين، من أجل حرمانهم من الحصول على الدعم النفسي الذي يمكنهم
من إطالة أمد الإضراب.
المحامون
الذين تمكنوا من زيارة الأسرى أكدوا أن سلطات السجون سعت جاهدة لقطع اتصال الأسرى المضربين
عن العالم الخارجي بكل الوسائل، حتى لا يتعزز موقفهم من الإضراب في ظل الأخبار التي
كانت تتوارد تباعا عن حركة التضامن المحلية والعربية والدولية مع إضرابهم.
ومقابل
إرادة الأسرى، حاولت مصلحة السجون الإسرائيلية مرارا بث الشائعات حول دخول أسرى مضربين
في حالات غيبوبة وخطر شديد من أجل "إحداث انقسام جديد في الموقف الفلسطيني من
الإضراب" مستغلين بذلك عدم مشاركة بعض الأسرى في الإضراب.
ووفق حمدونة
فإن قيادة الإضراب شكلت خلايا عمل ميدانية للرد بصورة فورية على أية شائعات تبثها سلطات
السجون لتوهن من عزيمة الأسرى، حيث يؤكد حمدونة أنهم نجحوا في كثير من الأحيان في إحباط
مخططات الحرب النفسية الإسرائيلية حتى كتب ل
ووفق حمدونة
فإن قيادة الإضراب شكلت خلايا عمل ميدانية للرد بصورة فورية على أية شائعات تبثها سلطات
السجون لتوهن من عزيمة الأسرى، حيث يؤكد حمدونة أنهم نجحوا في كثير من الأحيان حتى
كتب لضرابهم النجاح في النهاية وحققوا العديد من مطالبهم الإنسانية العادلة.
"انتهى
الإضراب" القرار جاء من الهيئة القيادية العليا للإضراب التي أكدت في بيان أصدرته
أنها "الجهة الوحيدة المخولة في الاعلان عن إنتهاء الاضراب"، وهو ما يعكس
قصة نجاح صاغها الأسرى المضربون ضاربين بعرض الحائط كل مخططات الحرب الإسرائيلية الرامية
إلى النيل من عزيمتهم.
تعليقات
إرسال تعليق