دراسة:
الانقسام الفلسطيني له جذور تاريخية "عائلية"
غزة – محسن الإفرنجي:
كشف
باحث أكاديمي أن الانقسام السياسي الفلسطيني الحالي كان قد سبقه انقسام أخذ "طابعاً
عائلياً" داخل الحركة الوطنية في عهد الانتداب البريطاني، داعيا إلى ردم هوة
الخلاف لإنجاز "مصالحة حقيقية" تشمل تصالحا في "الرؤى والأهداف
والإستراتيجيات والمواقف".
وأكد
الباحث نعمان فيصل في دراسة نال عنها درجة الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية/ تخصص علوم سياسية بجامعة
الأزهر بغزة، على ضرورة الشروع بعملية بناء نظام سياسي فلسطيني "محصن من الانقسام"
بمشاركة القوى والتنظيمات ومؤسسات المجتمع المدني كافة.
وقال
الباحث فيصل: "يجب استعادة قراءة التاريخ خاصة الفترة الزمنية السابقة بكل تداعياتها
بنظرة طموحة للمستقبل"، مشددا على أهمية اتفاق الفصائل الفلسطينية والقوى
والمؤسسات على برنامج سياسي موحد لمخاطبة العالم بـ"لسان واحد".
وحملت
الدراسة التي أشرف على إعدادها أ.د. إبراهيم أبراش عنوان (الانقسام الفلسطيني في عهد
الانتداب البريطاني وفي ظل السلطة الوطنية الفلسطينية)، وتضمنت تحليلا لجذور وأسباب
الانقسام من خلال المقارنة بين الانقسام الحالي وما أصاب الحركة الوطنية في عهد الانتداب
البريطاني الذي عزاه إلى "خلافات بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي؛ على أرضية الموقف
من الانتداب أو بسبب التنافس على مواقع السلطة والنفوذ".
وبالانتقال
إلى الانقسام الدائر بين حركتي "حماس" و"فتح" منذ عدة سنوات يؤكد
الباحث أن طابعه "سياسياً نتيجة الخلاف بين رؤيتين متناقضتين إحداهما تمثل مشروعاً
وطنياً بقيادة حركة فتح، وأخرى تمثل مشروعاً إسلامياً بقيادة حركة حماس، إلى جانب الموقف
من الاحتلال الإسرائيلي وأسلوب التعامل معه.
واعتبر
أن البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد تفعيلها في إطار المصالحة
ووثيقة إعلان الاستقلال عام 1988، ووثيقة الوفاق الوطني عام 2006، والقرارات
الصادرة سواء عن المجالس الوطنية أو مبادرة السلام العربية، التي أقرت في قمة
بيروت عام 2002، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، التي تدعم الثوابت الفلسطينية،
يعد أساساً لهذا التوجه.
ووصفت
لجنة المناقشة نتائج الدراسة بأنها تمثل "خارطة طريق صحيحة، لانتشال الوضع
الفلسطيني المبعثر إلى مستقبل أفضل"، تكون المصلحة الوطنية العليا هي الهدف
النهائي.
تعليقات
إرسال تعليق