"مبدعون على الطريق".. مسابقة تجسد رسالة أطفال غزة للعالم


"مبدعون على الطريق".. مسابقة تجسد رسالة
 أطفال غزة للعالم

جانب من إبداعات الأطفال خلال المسابقة
غزة – محسن الإفرنجي:
يجسد أطفال غزة نموذجا حيا لقوة الإرادة ورفض الاستسلام للأزمات المتواصلة التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني من خلال مواصلتهم مسيرة الإبداع في مجالات شتى متحدين كل الظروف الصعبة برسالة مختصرة موجهة للعالم مفادها "نحن شعب يستحق الحياة".
ومن بين مجالات الإبداع التي اقتحمها الطلبة الصغار مسابقة ” مبدعون على الطريق ” التي ينظمها نادي الشروق والأمل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر للعام الثاني عشر على التوالي ، بمشاركة (105) مدرسة ابتدائية وإعدادية تابعة للحكومة ووكالة الغوث الدولية"الأونروا".
فقد بدأ أكثر من ألف طفل من محافظات جنوب قطاع غزة ، أول من أمس، التنافس على جوائز الإبداع في مجالات الرسم بالحاسوب وكتابة القصة والشعر والخط والتصاميم الإبداعية والمسرح والرسم الحر.
وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت: "هذه الأنشطة التنافسية هامة في دفع العملية التعليمية من خلال خلق حالة تنافسية رائعة بين الطلاب باستفزاز طاقاتهم الإبداعية".
وتهدف المسابقة وفق زقوت إلى إتاحة الفرصة أمام الأطفال للتعبير والإبداع والتميز، وتشجعهم على اكتشاف مواهبهم وإبداعاتهم المدفونة ومن ثم العمل مع المدارس ومن خلال الأنشطة المختلفة في مراكز الجمعية على تطويرها وتنميتها وإظهارها .
ويعاني أطفال غزة مشكلات عدة جراء استمرار سياسة الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من خمس سنوات إضافة إلى ممارسات الاحتلال العدوانية التي كان آخرها عمليات القصف التي أودت بحياة عشرات المدنينن من بينهم عدة أطفال.
وكان مجموعة من أطفال المدارس في قطاع غزة وجهوا رسالة استغاثة لأحرار العالم ودول الربيع العربي من مآسي الحرب والدمار التي يتعرضون جراء الآلة العسكرية الإسرائيلية المحرمة دوليا, مطالبين بالكشف عن مدى الاستهتار الإسرائيلي التام بأرواح المدنيين الفلسطينيين وخاصة الأطفال.
ودعت زقوت المؤسسات المعنية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالأطفال الموهوبين وفتح المجال أمام إبداعهم وتوفير كل المستلزمات للطفل الموهوب والمبدع والمتميز مؤكدة على أهمية توعية الأسرة بدورها الأساس في الاهتمام برعاية الأطفال الموهوبين.
من جهته، قال مدير منطقة غرب رفح التعليمية بوكالة الغوث محمد الشيخ على “المجتمع الفلسطيني يعيش ظروفا غير عادية تحتاج إلى حلول إبداعية لمشاكله المختلفة" مدللا على أهمية مثل هذه الفعاليات التي ترعى وتنمى المواهب .
أما مدير نادي الشروق والأمل خليل فارس ، فأوضح أن التعليم لم يعد مقتصرًا على ما يحصله الطالب داخل الصف بل يتعداه إلى "مفهوم أوسع واكبر يشمل الأنشطة الصفية واللاصفية".
واعتبر فارس أنَ أهدافا تربوية وتعليمية عدة يتم انجازها من خلال "الأنشطة غير المنهجية ومن خلال التعلم الفاعل وإتاحة المساحات للأطفال للتعبير عن أنفسهم وقضاياهم"، مؤكدا أن الخبرة العملية لنادي الشروق والأمل ومراكز الجمعية في هذا المجال تعزز أهمية تلك الأنشطة في تنمية قدرات الأطفال واكتشاف الطاقات الإبداعية لديهم ،وتزيد من ثقتهم بأنفسهم .

تعليقات