هذه شهادتي:" حصار وعدوان خلقا تأثيرات نفسية واجتماعية واقتصادية مرعبة "





غزة – محسن الإفرنجي:
"إنها تأثيرات مدمرة تلك التي خلفها الحصار الإسرائيلي على الصعد كافة خاصة النفسية والاجتماعية والاقتصادية أما تأثيرات العدوان الإسرائيلي على غزة فأدهى وأمر..." بكلمات معبرة وتوصيفات مؤثرة للحالة الإنسانية في غزة استهل د. تيسير دياب ممثلاً عن برنامج غزة للصحة النفسية شهادته عبر الهاتف أمام اللجنة الخاصة برصد الانتهاكات الإسرائيلية.


وقال د. دياب: "الانتهاكات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة تركت تأثيراتها نفسية وجسدية واجتماعية خاصةً على فئة الأطفال" محذرا من خطورة تلك التأثيرات على الأوضاع النفسية للمواطنين مع استمرار الحصار المتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات.وكانت اللجنة الخاصة برصد الانتهاكات الإسرائيلية عقدت اجتماعها السنوي في العاصمة المصرية القاهرة لمدة ثلاثة أيام تستمع خلالها إلى شهادات العديد من مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية في الأراضي المحتلة بهدف رصد تلك الانتهاكات .وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن استشهاد نحو (1500 ) مواطن ثلثهم من الأطفال وإصابة الآلاف بجراح فيما دمرت الآلة الحربية الإسرائيلية مئات المنازل و شردت آلاف المواطنين و خلقت أجواء ذعر رعب لدى المواطنين خاصة الأطفال و النساء.جانب من "مأساوية " الأوضاع الفلسطينية تجسد من خلال عدم تمكن د.دياب من السفر إلى مصر للإدلاء بشهادته أمام اللجنة وهو ما دفعه إلى تقديم احتجاج رسمي أمام اللجنة على سوء التنسيق من قبل سكرتارية اللجنة مع الجانب المصري بهدف دخول مصر.وبدأ د.دياب شهادته بعرض فيلم وثائقي أعده البرنامج حول مأساة عائلة العر التي تعرضت للقصف واستشهد عدد من أبنائها خلال العدوان الأخير على غزة.وقدم شرحاً مفصلاً حول تأثيرات العدوان الأخير على النسيج الاجتماعي والمشاكل النفسية للأطفال والبالغين وأهم أنواع الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تعاني منها هذه الفئات وذلك من خلال تقييم المترددين على مراكز برنامج غزة والمنتشرة في أنحاء القطاع خلال العام الماضي.وقال :" إن اضطرابات القلق ومن ضمنها اضطراب ما بعد الصدمة النفسية "PTSD" قد شكلت أكثر الاضطرابات انتشاراً عند البالغين ومن ثم اضطراب الاكتئاب النفسي " مستعرضا بعض الاضطرابات الناتجة عن العدوان لدى الأطفال ومنها: التبول الليلي واضطرابات التعلم و " التأتأة " وغيرها.وكانت نتائج دراستين حديثتين أعدهما قسم الأبحاث بالبرنامج أظهرتا خطورة تأثيرات الصدمة النفسية على الصحة النفسية والدعم الاجتماعي والتكيف لدى العائلات الفلسطينية و لدى الأطفال بعد عام من العدوان.بدورها قدم أعضاء اللجنة عددا من الاستفسارات حول قضايا مختلفة من بينها مدى وجود علاقة بين الاكتئاب النفسي و محاولات الاستشهاد خصوصا لدى الأطفال والعنف لدى الأطفال، وكذلك الاستفسار عن إجراء مقارنات على مستوى التجربة الفلسطينية حول ردود الفعل للصدمات النفسية و خصوصا لدى الأطفال ومقارنتها مع تجارب شعوب أخرى تعرضت لظروف مشابهة و تحت الظروف الطبيعية أيضا.وتطرقت اللجنة في استفساراتها التي أجاب عليها د.دياب إلى مدى تأثير استخدام إسرائيل للأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور الأبيض على الصحة الجسمية و النفسية للسكان في غزة.

تعليقات