انتفاضة نسوية عالمية لكسر الحصار على غزة




غزة – محسن الإفرنجي:

"رب ضارة نافعة" فالمجزرة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية انقلبت ضد إسرائيل وعززت من حركة التضامن العالمي مع قضية كسر الحصار على غزة لذا تتوالى الاستعدادات لتسيير سفن باتجاه غزة محملة بالمساعدات الإنسانية رغم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة.
فقد أعلنت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عن قرب انطلاق سفينة نسائية جديدة من أوروبا باتجاه قطاع غزة بالتعاون مع منظمة "نساء من أجل غزة" الأوروبية، لتقديم مساعدات إنسانية وأدوية تحتاجها نساء وأطفال غزة.

وقالت الحملة، ومقرها بروكسيل، إحدى الجهات المؤسسة لائتلاف "أسطول الحرية" في تصريح لها اليوم: " تم الاتفاق على تسيير سفينة تُقل نساء معظمهن أوروبيات، في إطار الجهود المتواصلة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي"، مشيرة إلى أن الانطلاق سيكون في غضون الأسابيع المقبلة.
ويأتي هذا الإعلان بعد انطلاق سفينة مساعدات نسوية من بيروت باتجاه قطاع غزة تهدف إلى كسر الحصار المفروض عليه تحمل اسم "مريم"؛ يشارك فيها عشرات النسوة العربيات والأجنبيات المسلمات والمسيحيات.
وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة صادقت على زيادة أنواع البضائع الداخلة إلى قطاع غزة معتبرة ذلك "تخفيفا للحصار" الذي تفرضه على القطاع لكن القرار لا يقضي برفع الحصار البري أو البحري، وهو ما رفضته السلطة و الفصائل الفلسطينية واصفة إياه "بالخديعة" الرامية إلى التنصل من تشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة أسطول الحرية.
لكن الناطق السابق للكنيست الإسرائيلي أفروم بيرغ بدا ضاجرا من صورة إسرائيل في العالم واعترف بأن "العالم بأكمله انقلب ضدنا"، موضحا أن مشكلة حصار غزة تكمن في " السياسة الإسرائيلية نفسها إذ أخطأت في حساباتها بشكل كبير عندما أقدمت على محاولة خنق حماس عن طريق جعل معيشة أهالي القطاع العاديين تكون أكثر بؤسا حتى منعت وصول أشياء مثل البهارات وألعاب الأطفال إلى غزة".
وأضاف المسئول الإسرائيلي في تصريحات لمجلة " التايم " البريطانية "الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة برمته كان غلطة إسرائيلية أعطت انطباعا للعالم بأن أهالي غزة يتضورون جوعا وعطشا جراء سوء أحوالهم الاقتصادية، وكنتيجة لذلك، بدأ كل إنسان في العالم يشعر بضرورة مساعدتهم مما أسهم بالتالي في شهرة حماس".
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان " حصار غزة جريمة تنتهك القانون الدولي الإنساني، و إعلان سلطات الاحتلال تخفيف الحصار ما هي إلا محاولة لاحتواء المطالبات الدولية المتصاعدة برفعه " مطالبا المجتمع الدولي برفع الحصار الإسرائيلي بالكامل عن قطاع غزة وعدم القبول بتخفيفه.
أعطينا الإذن...!
وكان لبنان أعلن أنه سمح لسفينة متجهة إلى غزة بالإبحار إلى قبرص، لأن "حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل تمنع الإبحار مباشرة إلى غزة أعطينا الإذن لسفينة مساعدات بالإبحار إلى قبرص وليس إلى غزة" وفق تصريحات لوزير النقل والأشغال العامة اللبناني غازي العريضي .
وأضاف : "إن منظمي رحلة السفينة جوليا طلبوا الإذن بالإبحار إلى قبرص "وسمحت لهم بذلك"، دون معرفة ما ستقرره قبرص سواء بالسماح للسفينة بالإبحار إلى غزة أو لا.
ورفضت الحملة الأوروبية قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بشأن "تخفيف" الحصار المفروض على قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي، معتبرة ذلك "التفافاً واضحاً على الدعوات الدولية لرفع الحصار، واستخفافاً بالدول التي طالبت بإنهائه".
وتعهدت بالعمل في المحافل الدولية لكشف "الخديعة الإسرائيلية أمام العالم، " مشددة على مواصلة إرسال السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى أن يتم رفع الحصار كلياً.
وطالبت الحملة "بالسماح بحرية التنقل للأفراد والمؤسسات الفلسطينية، الممنوعين من ذلك للسنة الرابعة على التوالي، وفتح ممر بحري لا يخضع لأي سيطرة إسرائيلية، والسماح كذلك بإدخال كل ما يحتاجه قطاع غزة من مساعدات إنسانية ومواد بناء لإعادة إعماره من جديد، بعد الحرب الإسرائيلية التي أسفرت عن تدمير بنيته التحتية منذ ما يزيد عن ستة عشر شهراً".
ووجهت مبادرة نسائية تابعة للحملة الأوروبية نداء إلى كل نساء العالم الرافضات للظلم والاستبداد، للانضمام إلى السفينة، داعية "الراغبات في ترك بصمة نسائية على صفحات التاريخ، ودعم هذه السفينة بكل ما يستطعن".
قادمات يا نساء غزة....!
وقالت المبادرة النسائية: "نحن مع نساء غزة؛ مع الأرامل والثكالى، مع الأسيرات، و كل اللواتي يتجرعن الظلم في كل لحظة ويتشبَّعن القهر في كل حين"، مطالبة بتوجيه النساء الراغبات في المشاركة إلى الجمعيات الخيرية وتنظيم حملات تبرع لهذه السفينة.
وأضافت المبادرة في ندائها: "قادمات إليكن يا نساء غزة بسفينتنا لنخبركن أننا نكبر فيكن هذا الصبر والصمود؛ فنحن نساء مثلكن ونشعر ما معنى أن تكن أمهات لأطفال جوعى ولا طعام، ونساء لأزواج مرضى ولا دواء، وبنات لآباء فاقدين للعمل والحصار مطبق من كل ناحية".
وكان النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار حذر من ارتكاب مجزرة إسرائيلية جديدة بحق سفينتي "مريم" و"ناجي العلي" التضامنيتين المقرر وصولهما إلى غزة قريباً مؤكدا أHkأن تهديدات الاحتلال لهما تكشف عن نوايا مبيتة لمهاجمتهما على غرار الهجوم البحري على أسطول الحرية نهاية شهر مايو الماضي.
وقال النائب الخضري في تصريح له : " إن تهديد جيش الاحتلال للسفينتين غير قانونية، وهي تقل نساء فقط " بما يناقض ادعاءات الاحتلال بوجود شخصيات عدائية على متن السفينة لتبرير أي اعتداء قد يشن عليها.
واستبقت السفيرة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف وصول السفينتين برسالتها التي قالت فيها : إن "إسرائيل تحتفظ بحقها في استخدام كافة الوسائل اللازمة لوقف السفن التي تعتزم الإبحار من لبنان لنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر منذ أربعة أعوام".
وفي رسالة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زعمت أن من حق السلطات الإسرائيلية اعتراض ومنع أية سفن متجهة إلى غزة.
لكن رسالة المسئولة الإسرائيلية قابلتها المنظمة الدولية بتأكيد طلبها القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية في مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها إسرائيل ضد متضامنين كانوا على متن سفن متوجهة إلى غزة تحمل مساعدات إنسانية.

تعليقات