"شاباك" إسرائيل يصطاد في بحر غزة


غزة – محسن الإفرنجي:
لقمة العيش لدى الصياد الغزي نبيل مغمسة بالمطاردة والحرمان و الابتزاز فالزوارق البحرية الإسرائيلية التي تحتل عرض البحر لا تترك لهم مكانا مريحا للصيد ولا تيأس من محاولات تجنيد ضعاف النفوس من الصيادين عبر مسلسل من الترغيب والترهيب والهدف ما معلومات عن الجندي الإسرائيلي "شاليط" أو عن المقاومة الفلسطينية.
خرج الصياد نبيل للصيد مع مجموعة من الصيادين الآخرين وأثناء تواجدهم على ظهر قارب مقابل الواحة شمال غزة تفاجئوا بإطلاق نار كثيف عليهم من زورق مطاطي إسرائيلي, فأصيبت ماكينة القارب لتتعطل عن الحركة..وهنا بدا مشوار التحقيق والابتزاز وفق ما أدلى به الصياد لموقع "المجد نحو وعي أمني" المختص في القضايا الأمنية.
"تقدم أفراد من البحرية الإسرائيلية ونادوا علينا من داخل الطراد الذي اقترب من القارب, وطلبوا منا خلع ملابسنا والنزول إلى البحر في المياه الباردة لمدة نصف ساعة, وبعدها طلبوا الصعود عبر سلم أنزلوه من الطراد, ثم عصبوا أعيننا وتحركوا بنا لننزل بعد ذلك إلى ما يسمى بمعسكر البحر وهو قاعدة للجيش والمخابرات الصهيونية".
ويؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن سلطات الاحتلال تواصل ملاحقة صيادي الأسماك داخل البحر وتمنعهم من ممارسة مهنة الصيد، وفي كثير من الأحيان تطلق قواتها البحرية النار عليهم رغم وجودهم في المنطقة المسموح الصيد فيها وفقاً لاتفاقيات أوسلو فضلاً عن تدمير وتخريب أدواتهم ومراكب صيدهم واعتقالهم.
أين شاليط؟
وأوضح الصياد الغزي أنه تم استدعاؤه لمقابلة ضابط المخابرات الذي حاول أن يجمع أكبر قدر من المعلومات حول الصيادين والرصيف والبحرية الفلسطينية وعرض عليه صوراً جوية حديثة للأماكن المذكورة وأخذ يسأل عن كل صغيرة وكبيرة, ثم انتقل حيث يسكن وسأله عن بعض الأشخاص في الحي و نشاطهم كما سأله عن "شاليط" وعن مكانه محاولا "أن يوهمني أنهم يعرفون كل شيء عنا" حسب قوله.
ولم تخل المقابلة بالطبع من "العروض الإسرائيلية السخية" في إطار مسلسل الابتزاز الذي تمارسه المخابرات الإسرائيلية بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة سواء مع الصيادين أو المرضى الذين يعبرون معبر بيت حانون "إيريز".
ويقول الصياد نبيل: "انتقل ضابط المخابرات إلى مسلسل الابتزاز من خلال عرض المساعدة بالمال مقابل التعاون معهم وعند رفضي وبعد ساعات من المحاولات يقول الصياد طلبت دخول الحمام وبعد فترة سمح لي لأتفاجأ بوجود مجلات إباحية وصور عارية داخل الحمام لأخرج بسرعة".
حرب نفسية "بحرية"
وحاول ضابط المخابرات خلال مقابلة الصياد الحصول على أكبر قدر من أرقام الجوالات لكل شخص يذكره أمامه, وفي نهاية المقابلة عصبوا عينيه مرة أخرى وصعد داخل جيب لينقله إلى معبر بيت حانون "إيرز" ومن ثم إلى غزة.
وعقب ضابط في جهاز الأمن الداخلي بغزة على إفادة الصياد نبيل بالقول " إن المخابرات الصهيونية تضع كاميرات مراقبة مخفية لتسجيل المقابلة للتعرف على نفسية الصياد والكاميرات كذلك موجودة داخل الحمام لمعرفة مدى استجابته لهذه الصور الإباحية, وفي حال الاستجابة يتم استكمال المسلسل من خلال تعرضه لمغريات أكبر عبر المجندات ليتم تصويره في أوضاع مشينة لابتزازه".
وكان راجي الصوراني، مدير المركز أعلن أن مركزه رصد حالات لضباط من جهاز المخابرات الإسرائيلية " الشاباك " لإسقاط أطفال مرضى عبر مقايضة حصولهم على الخدمة الصحية بتقديم معلومات استخبارية .
وقال الصوراني: " الممارسات الإجرامية للشاباك قادته إلى محاولة استغلال الأوضاع الصحية القاسية لبعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، ومقايضتهم تلقي العلاج بالتجسس على زملائهم في السجن".
ضحايا الابتزاز يرفضون في أغلب الحالات الكشف عن أنفسهم، على أمل الوصول إما إلى المستشفيات الإسرائيلية للعلاج أو الوصول إلى عرض البحر للصيد لمواصلة البحث عن لقمة العيش.

تعليقات