غزة – محسن الإفرنجي:
لا تكاد تسمع عن خبر يتعلق بفتح معبر بيت حانون أو المنطار أو كرم أبو سالم صباحا حتى تأتيك الأنباء بعد ساعات أو مساء عن إغلاقه وهكذا يتكرر الأمر مع باقي المعابر الحدودية لقطاع غزة .
وتستغل قوات الاحتلال الأنباء المتعلقة بفتح المعابر الحدودية لغزة في إطار الدعاية الإعلامية الرامية إلى "تضليل الرأي العام العالمي وإيهامه بأنه يخفف الحصار المفروض على المواطنين" وفق النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
لكنه في الوقت ذاته حمل الخضري المجتمع الدولي جانبا من المسئولية الأساسية عن تواصل حصار غزة وعدم إعماره رغم مرور عام على العدوان الإسرائيلي خاصة أنه "لم يتخذ أي خطوة جادة باتجاه رفع الحصار والضغط باتجاه فتح المعابر".
وقال الخضري، ، في تصريحات له : " المجتمع الدولي لم يقم بدوره المطلوب أخلاقيا وقانونياً وإنسانياً تجاه إنهاء حصار غزة وبدء إعادة اعمار ما دمره جيش الاحتلال في الحرب".
وكانت قوات الاحتلال أعلنت أمس الجمعة عن إغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة. وقال رئيس لجنة إدخال البضائع إلى القطاع المهندس رائد فتوح " إسرائيل قررت إغلاق المعابر التجارية وهي معبري كرم أبو سالم و المنطار كارني".
وشددت إسرائيل من حصارها على قطاع غزة، وعزلته بالكامل عن محيطة الخارجي منذ أكثر من ثلاث سنوات، الأمر الذي وضع نحو 1,5 مليون مواطن فلسطيني داخل سجن جماعي، وأدى إلى شلل في كافة مناحي الحياة، فضلاً عن انتهاكه الصارخ لكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقريره الأسبوعي: "بالرغم من مرور عام كامل على الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الحربي على غزة ، إلا أن حكومة الاحتلال لا تزال تحرم سكان القطاع من إعادة إعمار ما دمرته آلتهم الحربية، بتشديدها المستمر للحصار، وعدم السماح لمواد البناء بالدخول من المعابر المرتبطة بالقطاع".
مفارقات على طريقة "الاحتلال"
ومن المفارقات في هذا الإطار إعلان قوات الاحتلال عن فتح المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة خلال العدوان الأخير وتحت القصف وعمليات القتل المتواصلة وقالت في حينه "إن المعابر التجارية مفتوحة لأغراض إنسانية".
وذكر المركز في تقريره "23 يوماً من الحرب و928 يوماً من الحصار: الحياة بعد عام من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة " أن واقع الحياة في قطاع غزة المحتل، بدا في حالة تدهور خطير في أوضاع حقوق الإنسان نتيجة الإغلاق الجائر الذي يتواصل فرضه على القطاع منذ 928 يوماً إضافة إلى الاعتداءات والهجمات والاجتياحات الإسرائيلية.
وأوضح أن الإغلاق المتكرر للمعابر و الحصار الجائر، أفرزا الفقر، والبطالة، وأثرا بصورة سلبية على الأمن الغذائي، وهو ما أدى إلى إيجاد شبكة الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة ومصر، منددا بتواطؤ الجهات المانحة الدولية في انتهاكات القانون الدولي.
ونتيجة الإغلاق المتواصل للمعابر توقفت مشاريع البنية التحتية ومشاريع الأمم المتحدة التي تقدر بحوالي 60 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى توقف مشاريع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عن العمل في العديد من المشاريع السكنية الممولة من قبل جهات عربية ودولية مختلفة.
وأوضح المركز الفلسطيني أن سلطات الاحتلال أغلقت معبر ناحل عوز، جنوب شرق مدينة غزة: نهائياً، ومنعت إدخال المحروقات عن طريق معبر كرم أبو سالم ( كيرم شالوم) في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة ، زاعمة أن الإغلاق "تم لأسباب أمنية".
وبخصوص معبر المنطار (كارني) شرق غزة المخصص لدخول الحبوب والأعلاف فقد سمحت قوات الاحتلال بفتحه لإدخال بعض شاحنات القمح و الأعلاف، وما لبثت أن أعادت إغلاقه ثانية.
أما معبر بيت حانون "ايريز "، شمال القطاع والواصل بين الضفة الغربية والقدس المحتلة وإسرائيل والقطاع فلا زالت سلطات الاحتلال تواصل إغلاقه أمام حركة وتنقل سكان قطاع غزة، فيما سمحت لأعضاء البعثات الدبلوماسية، وبعض الصحفيين الأجانب، وعدد من العاملين في المنظمات الدولية، وبعض المرضى من ذوي الحالات الخطيرة.
حرمان بكل الألوان.....!
وما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل حرمان ذوي الأسرى في قطاع غزة من زيارة أبنائهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية. فيما تواصل سلطات الاحتلال عرقلة مرور عشرات المرضى، وتخضعهم للتفتيش والسير لمسافات طويلة قبل السماح لهم بالمرور، فيما حرمت المئات ممن هم بحاجة ماسة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والمستشفيات الإسرائيلية بدون مبرر.
ويقول النائب الخضري : "نستمع من مسئولين ومنظمات حقوقية ودولية لتقارير وتصريحات علنية تظهر تأييدا وتعاطفا مع الشعب المحاصر، لكن ذلك لم يترجم حقيقة وتحركاً على أرض الواقع، رغم وجود تأييد وتعاطف شعبي في أوروبا ضد الحصار، إلا أن الحكومات لم تقم بدورها".
ولا تتورع سلطات الاحتلال في ظل الظروف والأزمات التي تواجه الفلسطينيين عن محاولة الظهور بثوب "الإنسانية" وأنها تمثل "احتلالا ديمقراطيا" غير أن العدوان الأخير فضح جرائم الاحتلال بصورة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي ..فهل لازال الرأي العام العالمي يصدق الرواية الإسرائيلية أم أنه مطالب ومرغم على تصديقها؟!
لا تكاد تسمع عن خبر يتعلق بفتح معبر بيت حانون أو المنطار أو كرم أبو سالم صباحا حتى تأتيك الأنباء بعد ساعات أو مساء عن إغلاقه وهكذا يتكرر الأمر مع باقي المعابر الحدودية لقطاع غزة .
وتستغل قوات الاحتلال الأنباء المتعلقة بفتح المعابر الحدودية لغزة في إطار الدعاية الإعلامية الرامية إلى "تضليل الرأي العام العالمي وإيهامه بأنه يخفف الحصار المفروض على المواطنين" وفق النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار.
لكنه في الوقت ذاته حمل الخضري المجتمع الدولي جانبا من المسئولية الأساسية عن تواصل حصار غزة وعدم إعماره رغم مرور عام على العدوان الإسرائيلي خاصة أنه "لم يتخذ أي خطوة جادة باتجاه رفع الحصار والضغط باتجاه فتح المعابر".
وقال الخضري، ، في تصريحات له : " المجتمع الدولي لم يقم بدوره المطلوب أخلاقيا وقانونياً وإنسانياً تجاه إنهاء حصار غزة وبدء إعادة اعمار ما دمره جيش الاحتلال في الحرب".
وكانت قوات الاحتلال أعلنت أمس الجمعة عن إغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة. وقال رئيس لجنة إدخال البضائع إلى القطاع المهندس رائد فتوح " إسرائيل قررت إغلاق المعابر التجارية وهي معبري كرم أبو سالم و المنطار كارني".
وشددت إسرائيل من حصارها على قطاع غزة، وعزلته بالكامل عن محيطة الخارجي منذ أكثر من ثلاث سنوات، الأمر الذي وضع نحو 1,5 مليون مواطن فلسطيني داخل سجن جماعي، وأدى إلى شلل في كافة مناحي الحياة، فضلاً عن انتهاكه الصارخ لكافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقريره الأسبوعي: "بالرغم من مرور عام كامل على الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الحربي على غزة ، إلا أن حكومة الاحتلال لا تزال تحرم سكان القطاع من إعادة إعمار ما دمرته آلتهم الحربية، بتشديدها المستمر للحصار، وعدم السماح لمواد البناء بالدخول من المعابر المرتبطة بالقطاع".
مفارقات على طريقة "الاحتلال"
ومن المفارقات في هذا الإطار إعلان قوات الاحتلال عن فتح المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة خلال العدوان الأخير وتحت القصف وعمليات القتل المتواصلة وقالت في حينه "إن المعابر التجارية مفتوحة لأغراض إنسانية".
وذكر المركز في تقريره "23 يوماً من الحرب و928 يوماً من الحصار: الحياة بعد عام من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة " أن واقع الحياة في قطاع غزة المحتل، بدا في حالة تدهور خطير في أوضاع حقوق الإنسان نتيجة الإغلاق الجائر الذي يتواصل فرضه على القطاع منذ 928 يوماً إضافة إلى الاعتداءات والهجمات والاجتياحات الإسرائيلية.
وأوضح أن الإغلاق المتكرر للمعابر و الحصار الجائر، أفرزا الفقر، والبطالة، وأثرا بصورة سلبية على الأمن الغذائي، وهو ما أدى إلى إيجاد شبكة الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة ومصر، منددا بتواطؤ الجهات المانحة الدولية في انتهاكات القانون الدولي.
ونتيجة الإغلاق المتواصل للمعابر توقفت مشاريع البنية التحتية ومشاريع الأمم المتحدة التي تقدر بحوالي 60 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى توقف مشاريع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عن العمل في العديد من المشاريع السكنية الممولة من قبل جهات عربية ودولية مختلفة.
وأوضح المركز الفلسطيني أن سلطات الاحتلال أغلقت معبر ناحل عوز، جنوب شرق مدينة غزة: نهائياً، ومنعت إدخال المحروقات عن طريق معبر كرم أبو سالم ( كيرم شالوم) في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة ، زاعمة أن الإغلاق "تم لأسباب أمنية".
وبخصوص معبر المنطار (كارني) شرق غزة المخصص لدخول الحبوب والأعلاف فقد سمحت قوات الاحتلال بفتحه لإدخال بعض شاحنات القمح و الأعلاف، وما لبثت أن أعادت إغلاقه ثانية.
أما معبر بيت حانون "ايريز "، شمال القطاع والواصل بين الضفة الغربية والقدس المحتلة وإسرائيل والقطاع فلا زالت سلطات الاحتلال تواصل إغلاقه أمام حركة وتنقل سكان قطاع غزة، فيما سمحت لأعضاء البعثات الدبلوماسية، وبعض الصحفيين الأجانب، وعدد من العاملين في المنظمات الدولية، وبعض المرضى من ذوي الحالات الخطيرة.
حرمان بكل الألوان.....!
وما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل حرمان ذوي الأسرى في قطاع غزة من زيارة أبنائهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية. فيما تواصل سلطات الاحتلال عرقلة مرور عشرات المرضى، وتخضعهم للتفتيش والسير لمسافات طويلة قبل السماح لهم بالمرور، فيما حرمت المئات ممن هم بحاجة ماسة للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والمستشفيات الإسرائيلية بدون مبرر.
ويقول النائب الخضري : "نستمع من مسئولين ومنظمات حقوقية ودولية لتقارير وتصريحات علنية تظهر تأييدا وتعاطفا مع الشعب المحاصر، لكن ذلك لم يترجم حقيقة وتحركاً على أرض الواقع، رغم وجود تأييد وتعاطف شعبي في أوروبا ضد الحصار، إلا أن الحكومات لم تقم بدورها".
ولا تتورع سلطات الاحتلال في ظل الظروف والأزمات التي تواجه الفلسطينيين عن محاولة الظهور بثوب "الإنسانية" وأنها تمثل "احتلالا ديمقراطيا" غير أن العدوان الأخير فضح جرائم الاحتلال بصورة غير مسبوقة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي ..فهل لازال الرأي العام العالمي يصدق الرواية الإسرائيلية أم أنه مطالب ومرغم على تصديقها؟!
تعليقات
إرسال تعليق