شتان بين
مطالبة باستعادة جثث وتجهيز أفران لحرق جثث أخرى!!
خلال متابعتي للفعاليات الشعبية والوطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة للمطالبة باسترداد جثامين شهداء انتفاضة القدس الباسلة، أثار اهتمامي خبر عن حرق جثة أحد الموتى في إحدى البلدان الأوربية وهو عربي الجنسية لكنه يعيش في تلك البلد منذ صغره.
تابعت الخبر باهتمام أكبر فعلمت أنه أصبح ما يشبه التقليد في أوربا وأمريكا وسط دعوات غربية متزايدة لحرق الموتى بدلا من الاحتفاظ بجثثهم، بعد أن كنت أعتقد وأسمع منذ أزل بعيد أن الموتى يحرقون في الهند فقط وفقا لمعتقداتهم الوثنية.
أهالي وأقرباء وأصدقاء الشهداء في فلسطين المحتلة ينتظرون لحظة بلحظة استرداد جثث أبنائهم لدفنها وفق تعاليم إسلامنا الحنيف، وحتى لو لم يكن شهيدا سيكون نفس الشوق إلى وداعه الأخير ودفنه وزيارته وربما مجرد استشعار وجوده بجانبهم حتى لو كان جثة هامدة تحت التراب.
تذكرت آهات أهالي الشهداء الذين راحوا ضحية غرق سفينتهم حينما حاولوا الخروج بحرا من غزة، وكيف لا يزال أهلهم يكتوون بنيران الحسرة لعدم العثور على جثثهم ولعدم دفنهم بجوارهم.
وفي مقابل هذه الذكريات التي تحمل لمسات إنسانية صادقة؛ نجد أن حرق جثث الموتى في أوربا وأمريكا والعديد من دول العالم قد دخل حيز التنفيذ منذ سنوات خلت، ويتم تنفيذه إما بناء على رغبة المتوفى ووصيته، أو لعدم توفر مقابر، ومن خلال شركات خاصة.
ومن أهم الأسباب الداعية لذلك الفعل الشنيع: نقص الأراضي المخصصة للمقابر، وغلو أسعارها، حيث لجأون إلى أقصر الطرق وفق زعمهم وهي الحرق لاستغلال الأرض في مشروعات أخرى استثمارية ومفيدة للأحياء، أما الأموات فلا عزاء لموتهم.
وحسب المعلومات المتوفرة، تبين أن السويد تعد ثاني أعلى بلد بعد اليابان في معدلات حرق الموتى في العالم، اذ جرى حرق 70.000 ألف جثة بشرية خِلال عام 2012، اي بما يعادل نحو 70% من مجموع عدد الوفيات في البِلاد.
أنصار البيئة يستنفرون..!والأدهى أن الموضوع استفز من؟ استفز أنصار البيئة ولم يستفز مشاعر الآدميين الآخرين كونهم يعتقدون أن الإنسان بموته ينتهي معه كل شيء، وأنه طالما لا مكان له بين الناس فلا داعي للاحتفاظ بجثته.
أنصار حماية البيئة طالبوا بفرض قيود على انبعاثات الزئبق، الناجمة عن إحراق جثث البشر، في إطار ضوابط خاصة بالتلوث، ناقشتها السلطات الأوروبية. وأظهرت البيانات، التي جمعها باحثون أميركيون، أن زيادة أنشطة إحراق جثث البشر، تقترن بزيادة في انبعاثات عنصر الزئبق السام، الناجمة عن حرق حشوات الأسنان.
وأشارت البيانات إلى أن عملية الإحراق الواحدة ينطلق منها من اثنين إلى أربعة غرامات من الزئبق في المتوسط. وتستخدم في عملية حرق الجثث درجات حرارة مرتفعة تصل الى 1.100 درجة سيليزية بهدف تسخين الجثة في عملية كيميائية حرارية تُسمى التكليس، وبعد نهاية العملية لا يبقى من الجسد سوى اجزاء من عظم الوركين والركبتين والفخذ والرماد الذي يوضع في جرة صغيرة لنثره في الهواء او في مقبرة الكنيسة. (المصدر: سكاي نيوز عربية).
وبحثت أكثر عن الموضوع لأجد أن البرلمان الألباني قد مرر قانونا قبل عام يهدف إلى إيجاد حل لازدحام مقابر البلاد، عن طريق السماح بإحراق الجثث، وفتح مقابر خاصة ودينية.
ووفقا لموسوعة ويكيبيديا؛ فإن حرق الموتى عادة قديمة تشير الآثار بأن أقدم طقوسها حدثت قرب بحيرة مونجو في أستراليا قبل 20،000 سنة، وحرق الموت هو استخدام درجات الحرارة المرتفعة للحرق والتبخر والأكسدة وذلك لتقليل جثث الحيوانات الميتة، بما في ذلك جثث الإنسان، عن طريق استخدام المركبات الكيميائية القاعدية، مثل الغازات والشظايا المعدنية التي تحتفظ بمظهر العظام الجافة.
ربما تستخدم عملية حرق الموتى كطقوس لجنازة قائمة أو جنازة بديلة لعملية دفن الجثة السليمة في التابوت. ومع ذلك، لا تشكل بقايا الجثث المحروقة أي خطر على الصحة، بل ربما تدفن أو توضع في نصب تذكاري أو مقابر أو يحتفظ بها الأقارب بطرق قانونية وينثروها بطرق مختلفة. ولا تعد عملية حرق الموتى بديلاً عن الجنازة وإنما هي بديلاً عن الدفن أو غيرها من أشكال التخلص.
لا أملك أمام هذه المعلومات وأمام هذا التعامل غير الإنساني مع الموتى على عكس ما علمنا ديننا الحنيف إلا أن أقول "الحمد لله على نعمة الإسلام"، وتبا لحضارة لا تحترم الموتى ولا تجد متسعا لجثثهم فيما تجده لغير ذلك.
رابط المقال: http://cutt.us/xoYUa
تعليقات
إرسال تعليق