رسالة إلى الزميل الإعلامي/ وائل جروان


****************************************

رسالة إلى الزميل الإعلامي/ وائل جروان:

 بدأت المشوار وبانتظار استكماله!!

************محسن الإفرنجي ***********

أخي وزميلي العزيز/ وائل جروان - معد ومقدم برامج بإذاعة الأقصى - بداية كل الشكر والتقدير ليس لجهودك الإعلامية المتميزة فهذا أمر معهود، لكن لأنك طرحت موضوعا بجرأة من قلب عرين الأسد - كما يقولون - أي من إذاعة محسوبة على الحكومة.
فلو كانت التصريحات التي أدلى بها د.حسين عاشور صادرة عن شخص من غير العاملين في حكومة غزة؛ لاتهم مباشرة بالتآمر ومحاولة تشويه صورة الحومة لكنها صدرت من شخص تقلد مسئولية كبيرة في وزارة الصحة.
** وقد تابعت الردود على الحوار الإذاعي الذي أجريته معه وفي معظمها مؤيدة لاعترافات الضيف بل مكتوية نيران الإهمال والتقصير وعدم المحاسبة التي تكشف عن حجم المعاناة في القطاع الصحي.
** بعض الردود جاءت مضادة لتصريحات د.عاشور من باب أنه لا يعمل حاليا في منصبه وأنه واحد من المقصرين والصامتين وهو أمر صحيح لأن كل مسئول يصمت على الانتهاكات التي تقع ضمن إطار عمله يتحمل مسئوليتها أيا كان.
** البعض ذهب إلى تقزيم المشكلة بالادعاء أن بعض هؤلاء الأطباء أصحاب الكفاءات، يتقاضون راتبهم من رام الله وفي حال محاسبتهم يمكن أن يتركوا العمل نهائيا، وهو أمر مردود على قائليه، فإن باع هذا الطبيب شرف وأخلاقيات مهنته لا مكان له بيننا ولا حاجة لنا به، بالعكس عندما يكون هناك قانون حقيقي يطبق على الجميع سيرتعد مثل هؤلاء وغيرهم خوفا وخجلا.
** لا يعني وجود كل هذا التقصير والإهمال والمحاسبة تعميم الفساد على وزارة الصحة التي يشهد لها الجميع بقدرتها الرائعة على مواصلة العمل رغم كل الظروف القاسية والتحديات التي تواجهها، بل وتطوير طواقمها وكوادرها وتخفيف معاناة المرضى وإجراء عمليات جراحية نوعية لهم في غزة بدلا من سفرهم للخارج خاصة في مجال القلب.
** يجب ان تتفهم الحكومة جيدا أن ملف الإهمال والتقصير لا علاقة له مطلقا بموضوع الانقسام وتداعياته بل له علاقة مباشرة بالقانون والمحاسبة واحترام حقوق المرضى كما أن المرضى عليهم احترام حقوق المشافي والمراكز الصحية.
** المحاسبة والمساءلة تضيف قوة إلى أداء الحكومة وليس العكس، وليس كما يروج بعض أدعياء الحكومة ورموزها الذين كم أتمنى منعهم من التصريح لوسائل الإعلام لأنهم مجرد أبواق دعائية وظيفتهم فقط الحديث عن إنجازات بعضها حقيقي ومعظمها وهمي وزائف.
** نحن مقصرون جميعا كإعلاميين لأننا نعيش كالعادة في حالة فوضى سواء عن الحديث عن الانجازات أو التقصير، لا يجد لدينا أي خطة أو منهجية للعمل، لذا لا نؤثر بالدرجة المطلوبة في صناع القرار.

*** رسالتي إليك أخي وائل*** أنت بدأت المشوار ويجب استكماله، طرحت الموضوع ودار حوله نقاش مستفيض في كل الاتجاهات ما بين التأييد والمعارضة. والآن جاء دور المستوى القيادي الأعلى بالحكومة (ممثلا بوزير الصحة) لتحاوره وتسائله وتحاسبه وتنتقده وتعزز الجوانب الإيجابية لديه وتضعه أمام مسئولياته بشكل واضح وعبر موقف محدد يتم ترجمته عمليا إلى سلوك وممارسة وقانون حقيقي، لا مجرد وعود وهمية واهية و"إبر تسكين" سرعان ما يزول تأثيرها.
ولدي اقتراح بعقد لقاء يضم د.حسين عاشور ووزير الصحة د.مفيد المخللاتي ليتحدثا وجها لوجه وتضع أمامهما كل المعلومات والحقائق والردود..
بانتظار حوارك القادم وليكن أكثر جرأة ومهنية ومسؤلية، وكلنا ثقة في مهنيتك ..لأن مسؤليتنا الإعلامية المهنية والأخلاقية والوطنية هي الأغلى والأعلى والأهم

تعليقات