أطفال من ضحايا العدوان على غزة
يطلقون راديو
وتلفزيون "الصحفي الصغير"
الصحفية اليافعة جميلة الهباش اقصى يسار الصورة داخل استوديو نادي الصحفي الصغير |
غزة – محسن الإفرنجي:
"كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا
خيالا"...هكذا بدت أمنيات الطفلة جميلة الهباش التي أطلقتها عقب إصابتها في
العدوان على غزة أواخر العام 2008 بأن
تصبح صحافية واقعا ملموسا من خلال مشاركتها في تأسيس "راديو وتلفزيون الصحفي
الصغير".
الطفلة الهباش غدت اليوم صحافية يافعة رغم أنها فقدت
ساقيها في العدوان على غزة، حيث تلقت تدريبات اعلامية مكثفة في قناة الجزيرة القطرية
وتقف اليوم بكل جرأة ومهنية لتقدم برامج متخصصة للأطفال تعكس اهتماماتهم، وآلامهم
وطموحهم.
ولم تكن الصحفية الصغيرة الهباش وحيدة في استديو راديو
وتلفزيون الصحفي الصغير، فبجانبها وقفت
الصحفيتان الصغيرتان زينب ومنى السموني اللتين فقدتا معظم
أفراد عائلتهما خلال العدوان أيضاً واللتين ستُقدمان برنامجاً خاصاً بهذه الفئة مع
الطفل لؤي صبح (13 عاما) الذي فقد عينيه جراء إصابته بقنابل الفوسفور الأبيض خلال
العدوان.
السموني ومعهن عدد من أطفال ضحايا الحرب وأعضاء نادي الصحفي الصغير سافروا مؤخراً إلى فرنسا ودولاً
أوروبية أخرى للعلاج النفسي وتلقوا دورات تدريبية في مجال إعداد وتقديم البرامج
الإذاعية والتلفزيونية، ونجحوا أخيرا بإشراف مدير النادي غسان رضوان في
"تحويل الحلم إلى حقيقة".
وأطلق الأطفال المنضمين إلى نادي الصحفي الصغير ومعظمهم من
ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أول إذاعة مسموعة وتلفزيون الكتروني في قطاع
غزة يحمل هموم الأطفال ويسعى إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم والتنفيس عنهم.
وبدأت القناة الإلكترونية المتخصصة بثها التجريبي قبل نحو
أسبوعين، وتمكنوا من وضع خطة برامجية للبث التجريبي بمساعدة مشرفيهم، لكنهم "يطمحون
إلى تحويل البث التلفزيوني الإلكتروني إلى فضائي لبث قضاياهم للعالم أجمع"
وفق مدير النادي.
قناة نادي الصحفي الصغير الإلكترونية |
خطة برامجية برسم الأطفال
مجموعة من الأطفال واليافعين استعادوا عافيتهم وشمروا عن
سواعدهم وكلهم تصميم على أن يسجلوا أول تجربة إعلامية من نوعها في فلسطين يقودها
أطفال وجميع برامجها من إعداد وتقديم وتنفيذ الفتيان، علاوة على أن بعض البرامج ستبث
باللغتين الانجليزية و الفرنسية.
وبدا الأطفال من الصحفيين مقدمي برنامج "أنت
الرابح" والأطفال الضيوف في الاستودية في سعادة غامرة تتجاوز حدود الزمان
والمكان خلال حلقة خاصة بتوزيع الجوائز على الفائزين، بينما وقفت الصحفية الصغيرة
( شهد ) تلقي قصيدة شعر طويلة عبر أثير راديو وتلفزيون الصحفي الصغير.
ويضم طاقم الراديو والتليفزيون نحو 15 طفلا وطفلة برعاية
حوالي عشرة إداريين ومشرفين، فيما يتم "استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا
الاتصالات والمعلومات في العمل" وفق القائمين على المشروع.
المذيعة اليافعة آية الطيب فترى في هذا المشروع الإعلامي
الواعد "مشروعا إعلاميا متكاملا يخدم أطفال فلسطين، ويسهم في مساندة ومساعدة كافة
المؤسسات العاملة في مجال الفتيان والشباب وتغطية فعاليتهم إعلاميا وتوفير المعلومات
وتبادلها فيما بينهم".
الصحفية الواعدة شهد تلقي شعرا عبر أثير الراديو |
بث خارجي مشترك
منسقة البرامج الصحفية اليافعة إيمان أبو واكد ذكرت أن اطلاق
الإذاعة جاء بعد جهد كبير وفترة تدريب طويلة، مشيرة إلى أنها ستنوع في تناول
قضاياها، لا سيما في المجالات الترفيهية والفنية والإعلامية وكذلك الإغاثية العلاجية
والتنموية.
وتبث الإذاعة على الموجة 106.3 فيما يبث التلفزيون
الالكتروني عبر موقع النادي www.yjctv.ps، وهو مرتبط بشبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "الفيسبوك".
وركز النادي في السنوات الأخيرة على قضايا الأطفال والشباب
ورسم لوحات الأمل لديهم بريشتهم وقلمهم وكاميراتهم الصغيرة لإيصال صوتهم إلى باقي أطفال
العالم.
وفي خطوة متقدمة ستشترك القناة في برامج مباشرة مع نظيراتها في مدن بفرنسا
وبلجيكا لتعزيز التعاون والتواصل مع أطفال العالم خاصة مع أبناء الجاليات الفلسطينية
والعربية هناك – والحديث للطفلة واكد التي ذكرت أن وفداً من الفتيان والفتيات
شاركوا في برامج مشابهة في تلك المدن في فترات سابقة.
وحول تمويل المشروع قال مشرف ومدير النادي: "تلقينا
تمويلاً جزئياً بنسبة 20 % من مؤسسات فرنسية مساندة للشعب الفلسطيني من بينها
"CBSP" وهي جمعية
فرنسية تساعد في إقامة مشاريع إنسانية"، لكن ثمة "نقص شديد في تمويل المعدات
اللازمة لاستمرارية الإذاعة والتلفزيون بشكل جيد".
وفي الوقت الذي أعرب فيه عن شكره للمؤسسات الفرنسية ومن
بينها "بال ميد وبلديات فرنسية والقنصلية الفرنسية" التي أسهمت مساهمة
انسانية في علاج الاطفال جسديا ونفسيا في السنوات الاخيرة؛ وجه رضوان دعوة للجهات
المعنية بدعم مشروع أطفال فلسطين الإعلامي من أجل دعمه "ضمانا لاستمراريته
واستمرار حلم الأطفال الذين فقد عدد منهم أفراد أسرته أو أعضاء جسده أو بعض
أقربائه".
بالأمس القريب كانوا ينزفون الدماء وسط دمار واسع النطاق
خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة ، واليوم يقفون بكل شموخ أمام الشاشات وفي أيديهم
الصغيرة ميكروفونات ليحدثوا العالم عن معاناتهم وآلامهم وأحلامهم المحاصرة...مشروع
إعلامي واعد يستحق الرعاية والدعم لضمان استمراريته.
***************************************************
رابط التقرير على موقع القدس دوت كوم:
تعليقات
إرسال تعليق