الأسير السرسك يرفض "البطاقة الحمراء" الإسرائيلية

الأسير اللاعب السرسك يرفض "البطاقة الحمراء" الإسرائيلية


غزة – محسن الإفرنجي:
رغم معاناة ممتدة منذ أكثر من تسعين يوما قضاها الأسير محمود السرسك لاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم في إضراب مفتوح عن الطعام؛ إلا أنه يرفض بقوة البطاقة الحمراء الإسرائيلية له ويصر على البقاء في ملعب "الصمود والتحدي" والاستمرار في إضرابه رفضا لسياسات الاحتلال العدوانية بحقه.
ويخضع السرسك (25 عاما) للاعتقال بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي" الذي يسمح لسلطات الاحتلال اعتقال مواطنين من قطاع غزة دون أي تهم موجهة إليهم خاصة مع بدء العدوان على غزة نهاية العام 2008.
وتفعيلا لحملات التضامن الفلسطينية والعربية والدولية مع قضية اعتقال اللاعب السرسك أطلق ناشطون فلسطينيون حملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، لتوحيد صور صفحاتهم الشخصية والعامة بنشر صورة الأسير اللاعب محمود السرسك، وهو يحمل الكرة الذهبية لاتحاد الكرة العالمي "الفيفا"، وهي خطوة لاقت تجاوبا واسع النطاق.

 وأبدت جمعية واعد للأسرى والمحررين قلقها البالغ على الوضع الصحي "الخطير" للأسير السرسك، داعية الجماهير الفلسطينية إلى مزيد من الالتفاف حول هذه القضية العادلة.
وفي ظل حالته الصحية المتدهورة "نقلت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية الاسير السرسك من مستشفى سجن الرملة الى مستشفى مئير المدني" وفق ما ذكر شقيقه عماد.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت السرسك وهو من سكان جنوب القطاع في العام 2009 بشكل "تعسفي"، وهو في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي بالضفة الغربية، بعد أن تعاقد معه للاحتراف، وكان يلعب لنادي خدمات رفح.
ودخلت المطالبة بالإفراج عن الاسير السرك حيز "العالمية" من خلال فعاليات عدة أقامتها مؤسسات دولية في عواصم عالمية للمطالبة بالإفراج عنه، في وقت دعت فيه منظمة العفو الدولية، السلطات الإسرائيلية إلى الإفراج عن الاسير محمود السرسك، الذي "يواجه خطر الموت بعد أكثر من 90 يوماً من إضرابه عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله".
وقالت المنظمة في بيان صحافي :" الاسير السرسك، لاعب كرة قدم من قطاع غزة، تحتجزه إسرائيل منذ تموز 2009 بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين، والذي يسمح لها باحتجاز أفراد من دون تهمة أو محاكمة بناءً على معلومات سرية، وهو المعتقل الوحيد الذي تحتجزه بموجب هذا القانون".
وأضافت "السرسك حُرم من الحصول على العلاج الطبي مراراً وتكراراً خلال إضرابه عن الطعام، وهو إجراء يرقى إلى مستوى المعاملة اللاإنسانية والمهينة بالنسبة إلى شخص على وشك الموت، وفي انتهاك لإلتزامات إسرائيل الدولية".

صورة رمزية لتكريم اللاعب السرسك


مخطط لتركه يموت..!
"بوحشية وسادية تواصل قوات السجون التلذذ على عذابات الأسير المضرب عن الطعام محمود السرسك مما يؤكد أن هذه السجون تدبر لأمر ما" وفق "واعد" التي لم تستبعد أن يكون الهدف من تجاهلها لإضراب الأسير السرسك هو "قتله وتركه يموت لجعله عبرة لباقي الأسرى الذين سيفكرون مستقبلا في مثل هذه الخطوات" .
وأكدت أن كل سياسات الاحتلال لتركيع السرسك وزميله المضرب عن الطعام أيضا أكرم الريخاوي وبقية الأسرى "باءت بالفشل الذريع".
 وكانت عائلة الأسير السرسك  أبلغت مركز الأسرى للدراسات أن حالة ابنهم الصحية "صعبة ومتردية للغاية" مبدين قلقهم البالغ على حياته.
وأوضحت عائلة الأسير السرسك إثر معلومات تلقوها من محامية مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان منى نداف أن ادارة مصلحة السجون "أخلت بما تم الاتفاق عليه"، حيث قررت تأخير موعد الافراج عن ابنها إلى الثاني والعشرين من شهر أغسطس القادم بدلا من الثاني والعشرين من شهر يوليو، وهو ما دفعه لإعلان الإضراب المتواصل.
ولم تتمكن المحامية نداف آنذاك خلال زيارة لها للسجن من زيارة الاسير المضرب السرسك سوى لوقت قصير، نتيجة تدهور حالته الصحية.
وقالت العائلة في رسالتها: "لا يزال ابننا القابع في سجن مستشفى الرملة يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام حتى اللحظة" .

تعليقات