المقاومة الشعبية .."لاعب مساند فاعل" على الساحة الفلسطينية


المقاومة الشعبية ...
"لاعب مساند فاعل" على الساحة الفلسطينية

مسيرات شعبية اسبوعية ضد جدار الفلصل العنصري في الضفة الغربية
غزة – محسن الإفرنجي:
حظيت "المقاومة الشعبية" باهتمام متزايد في الشارع الفلسطيني خلال العام 2011 خاصة في محافظات الضفة الغربية المحتلة، وبرزت كـ"لاعب فاعل" وتنامى أعداد المشاركين في فعاليات تلك المقاومة التي استقطبت الاهتمام مؤخرا خلال جلسات المصالحة الفلسطينية.
وكانت "المقاومة الشعبية" احد أبرز العناوين التي تم الاتفاق عليها خلال تلك الجلسات التي أكد خلالها الرئيس محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أن "المقاومة الشعبية من العناوين المشتركة بينهما"، وذكر مشعل ب"اننا وصلنا الى الانتفاضة الأولى بفعل المقاومة الشعبية".

وتمكن نشطاء المقاومة الشعبية من كشف جرائم الاحتلال وفضحه دوليا من خلال المتضامنين الأجانب أنفسهم الذين تعرضوا للضرب والاعتداء والاعتقال على أيدي قوات الاحتلال خلال محاولاتها فض المسيرات الشعبية السلمية بالقوة، وهو ما عزز دور حركة التضامن الدولية مع القضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت حادثة استشهاد المواطن مصطفى التميمي إثر إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع في رأسه خلال مشاركته في
مسيرة سلمية في قرية النبي صالح، شمال رام الله، أثارت غضب القنصل العام البريطاني في القدس "سير فينسنت فين" ، مؤكدا على دعم الحكومة البريطانية "بقوة الحق في  التظاهر السلمي في أي مكان في العالم، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية  المحتلة".
وشهدت المقاومة الشعبية في الضفة الغربية "التفافا جماهيريا ودوليا متزايدا خلال العام المنصرم 2011" وفق العديد من المراقبين والمحللين، رغم استخدام قوات الاحتلال لكافة الوسائل العدوانية الرامية إلى قمعها ومنعها، حيث تركزت مسيرات الاحتجاج السلمية التي ينظمها المدنيون الفلسطينيون والمتضامنون الإسرائيليون والأجانب المدافعون عن حقوق الإنسان، على استمرار أعمال البناء في جدار الضم (الفاصل) والاستيطان في الضفة الغربية.
تنمية بنكهة "المقاومة"!
وترتكز المقاومة الشعبية على دعم صمود المواطنين عبر تبني نشطاء المقاومة لمشاريع تنموية وإغاثية وتوثيقية وقانونية من خلال توفير الدعم القانوني لرفع قضايا وشكاوى المواطنين أمام الجهات القضائية بهدف وقف الانتهاكات وعمليات مصادرة الأراضي والممتلكات.
لكن زخم المقاومة الشعبية المتزايد في الضفة الغربية، لا يماثله زخم مماثل في غزة، التي تخضع للحصار غير أن شوارعها ومدنها لا تخضع لاحتلال مباشر كما هو الحال في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.
المبادرة المحلية التي تضم نشطاء المقاومة الشعبية في قطاع غزة أعلنت عن تمكنها من تنظيم (31) مسيرة في منطقة بيت حانون شمال القطاع خلال العام 2011 للتعبير عن رفضها الاحتلال الإسرائيلي وقراره العسكري القاضي بفرض ما يسمى "المنطقة الأمنية العازلة".
واستهدفت قوات الاحتلال المشاركين في تلك المسيرات السلمية بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع إضافة إلى الرصاص المطاطي، أسفرت عن إصابة العديد منهم بجروح مختلفة.
ونجحت المقامة الشعبية في غزة في استقطاب المتضامنين الأجانب من حركة التضامن الدولي والمساندين للقضية الفلسطينية الذين بدا تواجدهم ميدانيا من خلال الفعاليات والمناسبات المختلفة المنددة بالعدوان الإسرائيلي. 
ليست بديلا..!
منسق عام المبادرة الناشط صابر الزعانين قال في تصريح له: "المقاومة الشعبية إحدى وسائل المقاومة المتنوعة المقاومة التي كفلتها الشرائع والمواثيق الدولية للشعوب التي ترزخ تحت وطأة الاحتلال والاستعمار" ، موضحاً أنها "ليست بديلاً عن أشكال المقاومة الأخرى".
و"يدعم برنامج المبادرة المحلية أشكال المقاومة الفلسطينية كافة"، وفق الزعانين رغم ما حققته المسيرات الأسبوعية من "انجازات متواضعة خلال العام 2011 " من بينها حصاد السنابل وقطف الزيتون والتعايش مع المزارعين و زراعة اشتال الزيتون وبذر محصول الشعير داخل مايسمى بالمنطقة العازلة شمال بيت حانون.
وكان لنشطاء المقاومة الشعبية الذين انضم إليهم عدد من المتضامنين الأجانب دور فاعل في "رفع معنويات المزارعين وتشجيعهم على العمل في الأراضي الزراعية".
لكن الدور الأهم برز على الصعيد الدولي ، وفي هذا الإطار يقول الزعانين: "نجحنا في لفت أنظار العالم لقضية مصادرة الأراضي في قطاع غزة وفرض الاحتلال للمنطقة العازلة ومنع الفلسطينيين من استغلال حوالي 22% من أراضي قطاع غزة".
وأوضح أن استهداف الاحتلال للمدنيين المشاركين في تلك المسيرات أسفر عن استشهاد مدنيين احدهما مزارع وهو المسن شعبان قرموط  وأصيب 3 مدنيين بجراح إثر قصفهم بالقذائف المدفعية مؤكدا أن الاعتداءات الإسرائيلية "لن توقف نشاطهم وزحفهم وأن فعلها المقاوم سيظل يساند كل قوى الشعب الفلسطيني المقاومة".

تعليقات