أدرجت الفلسطينيين ضمن قائمة
"إسرائيل"
قناة إلكترونية لتكرّيم الصحفيين ضحايا الصراعات
مانشستر/ محسن الإفرنجي:
أطلق موقع
"يوتيوب" العالمي التابع لشركة "جوجل" قناة إلكترونية خاصة
لتكريم الصحفيين الذي قتلوا خلال تأديتهم أعمالهم المهنية وأثناء التغطيات
الإخبارية للأحداث الساخنة في أرجاء متفرقة من العالم.
ويأتي إطلاق
القناة الإلكترونية التي تضم حتى الآن 70 شريط فيديو، تمجيدا لذكرى الصحفيين ضحايا
النزاعات في العالم، وتقديرا لدورهم الهام في إيصال الحقائق عن الأحداث المختلفة رغم
أعمال القتل والتهديد والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون في أرجاء متفرقة من العالم.
وقد أنشىأ
محرك البحث "جوجل" القناة الإلكترونية بهدف "إيجاد شريك عبر
الإنترنت للنصب التذكارية الضخمة للصحفيين الموضوعة
في النيوزيم في
واشنطن، بالولايات المتحدة الأميركية" وفق شبكة الصحفيين الدوليين.
وخلال العام
2010، قتل 77 صحفياً، ستضاف أسماؤهم وصورهم إلى النصب التذكاري في "النيوزيم"
هذا العام، ليصل عدد الصحفيين المكرمين فيه حتى الآن الى أكثر من 2000، "حفرت
أسماؤهم على ألواح زجاجية في صالة خاصة في النيوزيم" حسب الشبكة.
وتعتمد القناة
الإلكترونية في توفير موادها المرئية عن الصحافيين ضحايا الصراعات العالمية من خلال
الطلب من المستخدمين تقديم أشرطة فيديو تتحدث عن الصحافيين الذين فقدوا حياتهم بلغات
عدة .
تغييب وتقصير..!
لكن قائمة
الدول التي قتل صحافيون على أرضها خلت من اسم فلسطين أو الأراضي الفلسطينية المحتلة،
حيث أدرج الموقع عددا قليلا من الصحفيين الفلسطينيين والأجانب الذين قتلوا برصاص الاحتلال
الإسرائيلي ضمن قائمة دولة " إسرائيل"، وهو ما رفضه بشدة موسى الريماوي مدير
المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى).
وقال الريماوي في
لقاء خاص معه: "ان إدراج أسماء الصحفيين الفلسطينيين والأجانب الذين قتلوا في
الضفة والقطاع ضمن دولة إسرائيل مسألة مرفوضة جملة وتفصيلا، فهو تغييب كامل لفلسطين
ارضا وشعبا".
واعتبر
الريماوي ذلك بمثابة جزء من "حملة التشويه التي تتعرض لها القضية الفلسطينية في
بعض وسائل الاعلام الغربية ومواقع الشركات العالمية" مشيرا إلى أن هذا السلوك،
"ليس بالجديد، فمنها ما هو مقصود والآخر
لجهل في المعلومات أو اعتمادها على مصادر اسرائيلية او موالية لها.
واستدل
بما أقدم عليه موقع "جوجل" الخاص بالخرائط "جوجل إيرث" مؤخرا عندما
أدرج مواقع المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وكأنها إسرائيلية، حيث وضع بجانب اسم
المدينة "اسرائيل" .
لكن مدير
مركز "مدى" اعترف بأن الفلسطينيين يتحملون قسطا "لا بأس به عن هذا التشويه
نتيجة تقصيرهم سواء من خلال تجاهل ما تقوم به إسرائيل والموالين لها في هذا المجال،
او من خلال عدم بذل جهود كافية لتصحيح التشويه من خلال الكتابة إلى تلك المواقع وتنظيم حملات لهذا الغرض، والتي تنجح في أحيان كثيرة".
معركة إعلامية إلكترونية
ووصف ما
يدور عبر المواقع المختلفة بـ"المعركة الإعلامية الإلكترونية" التي
أصبحت ذات أهمية متزايدة على النطاق العالمي، مشيرا إلى أن بعض الحملات والاعتراضات
الفلسطينية والعربية والإسلامية، أو أصدقاء فلسطين، نجحت في بعض الأحيان في وقف
التشويه.
وفي مقابل ذلك أشاد الريماوي بخطوة "جوجل"
القاضية بتكريم الصحفيين من خلال إطلاق قناة الكترونية
معتبرا إياها "خطوة مهمة
تستحق التقدير والتشجيع، لأن فضح الانتهاكات والمنتهكين من خلال وسائل
الإعلام التقليدية
والجديدة يعتبر أمرا مهما يسهم في الحد من قتل الصحفيين والاعتداءات عليهم".
وفي معظم
حالات قتل الصحفيين في العالم لا يتم محاسبة المسؤولين وهو ما يشجعهم على ارتكاب المزيد
من الاعتداءات ضد الصحفيين, مستعرضا عددا من عمليات القتل التي نفذتها قوات
الاحتلال وراح ضحيتها صحافيون فلسطينيون وأجانب دون أي عقاب لقاتليهم .
ومن بين
الصحافيين الذين سقطوا ضحية لجرائم الاحتلال: محمد البشتاوي، وعثمان القطناني، وامجد
العلامي، ومحمد ابو حليمة، وعصام التلاوي، إضافة إلى نزيه دروزة، وزكريا احمد، وفضل
شناعة، علاوة على علاء مرتجى، وباسل فرج، وايهاب الوحيدي، وعمر سيلاوي، أما من الصحافيين
الأجانب فقد قتلت قوات الاحتلال المصور الصحفي الإيطالي رفائيل تشرييلو والمصور الصحفي
البريطاني جيمس ميلر .
تعليقات
إرسال تعليق