اللاجئون الفلسطينيون المنسيون في العراق:
كفى
صمتا !
ميليشيات عراقية مسلحة تقتحم مجمع البلديات لاعتقال فلسطينيين |
مانشستر/ محسن الإفرنجي:
منسيون..مطاردون..بلا حقوق ولا حماية وفوق كل ذلك
مهددون بالإبعاد والنفي في كل لحظة...هذه هي حكاية اللاجئين الفلسطينيين في بلد عربي شقيق لايزالون يتجرعون فيه مرارة الأذى والقتل والتعذيب دون ذنب اقترفوه.
ففي وقت ينشغل فيه الجميع بالحديث عن ربيع الثورات العربية، وتقديم طلب انضمام
دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، والتغيرات الدراماتيكية في المنطقة العربية؛ يئن
اللاجئون الفلسطينيون في العراق بصمت ودون ضجيج، ودون أن يجدوا حتى من يمسح دموعهم.
"إنهم يتعرض إلى هجمة
شرسة منظمة
من جهات مشبوهة رسمية وغير رسمية تسعى لتهجير من تبقى من الفلسطينيين في ظل صمت عربي ودولي وبشكل خاص من المفوضية
العليا لشئون اللاجئين المكلفة بتوفير الحماية
للاجئين الفلسطينيين في العراق" وفق تشخيص منظمة "ثابت" لحق العودة.
وأمام هذه المعاناة المتفاقمة تحول كل لاجيء فلسطيني
متواجد حاليا على أرض العراق إلى "هدف للاعتقال في أية لحظة، وعليه أن يكون جاهزاً
لدفع المبالغ الكبيرة كرشاوى لهذه القوات للإفراج عنه ومن ثم البحث عن طريق للمنافي
هروبا من المطاردة المستمرة" بحسب المؤسسات الحقوقية التي ترصد أوضاعهم.
وكان آخر الهجمات ما تعرض اليه مجمع البلديات في العاصمة العراقية بغداد منذ
مطلع الشهر الجاري من عمليات مداهمات للبيوت الآمنة
وتكسير للأبواب والأثاث والممتلكات واطلاق الشتائم والسباب والتهديد بالقتل بحق اللاجئين الفلسطينيين ثم اعتقال عدد
منهم.
وهو ما كشف عنه المجلس الفلسطيني من أجل العودة (ميثاق)
في بيان له، موضحا أن اللاجئين في حي البلديات في بغداد، يتعرضون إلى "ملاحقة
ومداهمة لمنازل الرموز الفلسطينية هناك، خاصة مسؤولي المؤسسات الخيرية، والمخاتير،
وأئمة المساجد، واعتقال البعض منهم، والتنكيل بهم على يد الأجهزة الأمنية، وعلى مرأى
من الحكومة العراقية" .
من يوقف العنف المتجدد؟
من جانبه استهجن مركز العودة الفلسطيني ومقره لندن موقف
الحكومة العراقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في العرؤاق مطالبا بالتحرك الفوري لحمايتهم
مما أسماه "العنف المتجدد الذي يستهدفهم بشكل مستمر".
وكان مركز العودة قد تابع أوضاع اللاجئين منذ خروجهم
من العراق حتى وصولهم إلى بعض الدول الأوربية والأسيوية و زار وفد من المركز بعض العائلات
في البرازيل والهند وبقية الدول الأوروبية واطلع على أوضاعهم المتردية.
وأوضحت "ثابت" أن ما يتعرض إليه اللاجئون بحجة
البحث عن مطلوبين في بعض الأحيان أدى إلى تهجير عدد من العائلات هربا من جحيم
العراق واللجوء الى سوريا رغم المخاطر الجسيمة التي طالت بعض مخيمات اللاجئين
مؤخرا.
ومنذ نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948، ووفقاً لتقديرات
الأمم المتحدة اضطر حوالي 957 الف فلسطيني
لمغادرة فلسطين صوب الدول العربية والغربية، من بينهم حوالي ثلاثة الاف توجهوا
الى العراق حيث وصل عددهم في العام 2003 حوالي 35 الف لاجئ لكن بعد الاحتلال الامريكي
للعراق وصل العدد نحو 7500 لاجئ فقط.
جحيم فتهديد ووعيد!
لكن ما دوافع تلك الهجمة الشرسة ضد اللاجئين الفلسطينيين
في العراق؟ تقول "ثابت" : "لم يعجب البعض حالة الاستقرار التي يعيشها
اللاجئون الفلسطينيون في مجمع البلديات خاصة مع عودة اكثر من مائة شخص من الدول الاسكندنافية
وغيرها ممن اضطروا الى مغادرة العراق ابان السنوات الاخيرة".
وزاد تجمع العودة الفلسطيني "واجب" على ماسبق بقوله: "هجمات واعتداءات تلك
المليشيات والعصابات تأتي بدعوى أن اللاجئين كانوا موالين لنظام الرئيس المخلوع صدام
حسين وأنهم تمتعوا بامتيازات قد حان وقت تجريدهم منها فعمدوا إلى إذاقتهم أعتى أصناف
العذاب والقتل والتشريد".
وبدا "كأنه يراد للاجئين في مجمع البلديات ويصل
عددهم حوالي ثلاثة آلاف لاجئ من أصل 7500؛ مغادرة البلديات ان لم يكن الى الداخل العراقي
فإلى خارج العراق" وفق "ثابت".
وحثت المنظمة التي تعنى بحق العودة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمجتمع
الدولي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية على ضرورة الالتفات الى معاناة اللاجئين
في العراق، وتوفير الحماية لهم وأدنى متطلبات الحياة.
ووجهت رسائل عاجلة الى سفارات الدول العربية والاجنبية المعتمدة في بيروت دعتهم
فيها الى ادانة ما يجري واتخاذ موقف انساني داعم لحقوق اللاجئين الفلسطينيين الى أن
تتحقق عودتهم الى ديارهم وممتلكاتهم التي طردوا منها ابان النكبة في العام 1948.
ومنذ احتلال العراق عام 2003 تعرض
اللاجئون الفلسطينيون الى "هجمات شرسة من جماعات مسلحة
أدت الى مقتل العديد منهم وتهجير عدد كبير الى الحدود العراقية السورية والأردنية
ومن ثم الى عدد من دول العالم".
تعليقات
إرسال تعليق