عاصفة "ويكيليكس"
الجديدة
تثير حفيظة الحقوقيين والإعلاميين
لندن/ محسن الإفرنجي:
مرة أخرى يعود مؤسس موقع
"ويكيليكس" الشهير جوليان أسانج ليخطف الأنظار ويثير الجدل حول قراره القاضي
بنشر الأرشيف الكامل لبرقيات الخارجية الأمريكية الدبلوماسية التي يزيد عددها عن
ربع مليون وثيقة "دون تنقيح".
وكان موقع "ويكيليكس"
ذكر عبر موقعه على "تويتر" أنه نشر 251 الفا و287 برقية دبلوماسية اميركية
"يمكن الاطلاع عليها بكلمات مفتاح"، حيث جرى نشر الصيغة الكاملة للبرقيات
على الرغم من تحذير المنظمات الحقوقية التي اعتبرت تلك الوثائق مسيئة إلى الاشخاص
الواردة أسمائهم فيها.
وقال ويكيليكس في صفحته
على "تويتر": إن "الدفعة الأخيرة من البرقيات السرية نشرت بدون حذف
حرف واحد منها ودون أي رقابة على محتوياتها"، وهو ما اعتبرته صحيفة "الجارديان"
البريطانية وغيرها من الصحف المتعاقدة على نشر الوثائق "إخلالا بالاتفاقات
المبرمة وانتهاكا للخصوصية".
وسارعت منظمة "مراسلون
بلا حدود" إلى وقف موقعها "المرآة" لويكيليكس بعد قرار الموقع نشر
أرشيفه الكامل من البرقيات الأمريكية الدبلوماسية دون تنقيح، مشيرة إلى مخاوف على "سلامة
المصادر السرية التي تم الإعلان عنها الآن".
وقالت المنظمة العضو
في الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير (آيفكس) في بيان لها: "اتخذنا
قرارا بوقف الموقع في حين يجري دراسة حماية المصادر"، بعد أن تم إنشاؤه في ديسمبر كانون الأول الماضي
باعتباره "لفتة تأييد" لموقع ويكيليكس الذي تعرض لهجوم آنذاك.
وأضافت: "لا نملك
التقنية الكافية ولا الموارد البشرية أو المالية لمراجعة كل برقية تم نشرها الآن".
كشف
أسماء المخبرين
وأظهرت البرقيات
الجديدة غير المنقحة "أسماء المخبرين في مختلف البلدان بما في ذلك إسرائيل
والأردن وإيران وأفغانستان" وهو ما يمكن أن "يعرض حياتهم للخطر بسبب تلك
الفضائح" وفق مراسلون بلا حدود التي أعربت عن أسفها لنشر البرقيات بهذه
الصورة.
وفي حين وافقت المادة
19 على أن المؤسسات الإعلامية - بما في ذلك ويكيليكس- عليها التزام بحماية مصادرها،
إلا أن "ويكيليكس" يظل ذو قيمة، حتى مع وجود تسريبات " فيما خلق الكشف
الأحدث عن الوثائق اهتماما جديدا، وأطلق العنان للمزيد من الكشوفات في المصلحة العامة"
وفق المادة.
ونشر "ويكيليكس"
الذاكرة المؤقتة بأكمله من البرقيات المسربة خلال الأسبوع الماضي بعد اكتشاف أن
الملفات المشفرة التي تضم كل البرقيات غير المنقحة كانت متاحة على الانترنت من
خلال شبكة تبادل الملفات "تورنت".
خلافات
مع الشركاء
وقد تم نشر 20 ألف فقط
من البرقيات قبل ذلك عبر خمس وسائل إعلامية شريكة (هي: الغارديان ونيويورك تايمز
وايل باييس ودير شبيغل ولوموند) الذين عملوا مع ويكيليكس للتحديد الدقيق واختيار
الوثائق.
وكانت "ويكيليكس"
اتهمت "الغارديان" بالاختراق الأمني، متهمة محرر التحقيقات في الصحيفة
ديفيد لي بـ"الإهمال" والكشف عن كلمات السر التي توصل إلى ذاكرة التخزين
المؤقت" في كتاب نشر في وقت سابق من هذا العام.
لكن
"الغارديان" نفت بشدة المسؤولية. وقالت: "في حين تم نشر كلمة السر
في كتاب في شهر فبراير ، لم يكن القصد منها أن تكون كلمة شر مؤقتة ستنتهي في غضون
ساعات".
وقال روهان جاياسيكيرا
من مؤسسة "مؤشر على الرقابة" : إن "عملية نشر وثائق سرية ليست فنية
على الإطلاق، بل وقائية و داعمة وتهتم بالحفاظ على العلاقات بين الأشخاص الذين
يتبرعون ويتلقون المعلومات في سرية."
وأضاف: "الإفراط
في الاعتماد على التشفير لا يأخذ في الاعتبار احتمالات الأخطاء البشرية، وسيجد من
سيأتي بعد ويكيليكس أن حماية الناس التي توفر المعلومات يعطي عملهم نقاطا إضافية
أكثر من مجرد أسطر في قانون".
تعليقات
إرسال تعليق