غزة – محسن الإفرنجي:
تقدم مواطنون غاضبون معظمهم من أهالي الأسرى و هم يحملون على أكتافهم نعشا رمزيا لف بالعلمين الفلسطيني و التركي متوجهين صوب ميناء غزة التي كانت تستعد لاستقبال أسطول الحرية المتوجه إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية.
هتف المتظاهرون وهم يرفعون أعلام الدول الأوربية المشاركة في أسطول الحرية " وصلت دماء المتضامنين عبر أمواج بحر غزة رغم أن الأجساد حرمت من الوصول إلى شاطيء غزة " وعلامات الغضب و الحزن و الأسى بادية على ملامحهم التي تتصبب عرقا غير آبهة بحرارة الشمس اللاهبة.
المظاهرات العارمة و مسيرات الغضب الجماهيري التي جابت الشوارع باتجاه ميناء غزة جاءت في أعقاب هجوم عسكري إسرائيلي استهدف السيطرة على سفن أسطول الحرية ومنعها من الوصول إلى غزة المحاصرة إسرائيليا منذ أكثر من أربعة أعوام.
وعكف شبان و شابات على نثر الورود على شاطيء بحر غزة ترحما على أرواح الشهداء و تضامنا مع الجرحى و المعتقلين و تقديرا لجهود النشطاء الذين خاضوا عباب البحر من أجل رسالة سامية تتعلق بكسر الحصار على غزة.
وأسفر الهجوم العسكري الحربي الإسرائيلي عن ارتكاب مجزرة دموية بحق نشطاء أسطول الحرية مما أسفر عن استشهاد نحو تسع متضامنين كانوا على متن سفن الأسطول في المياه الدولية فيما أصيب أكثر من خمسين بجراح مختلفة.
وخلال ساعات فقط تحول ميناء غزة الذي كان يستعد لاستقبال أسطول الحرية وقد تزين بالصور و أعلام الدول المشاركة في حملة التضامن لكسر الحصار على غزة إلى خيام وسرادق للعزاء و التضامن والغضب على الجريمة الإسرائيلية.
وغص المكان الساحلي بأفواج من المتظاهرين و الغاضبين من مختلف الاتجاهات السياسية و الفئات المجتمعية و على رأسهم كبار السن و الأطفال و المعاقين.
وقال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار " إنهم وصلوا رغم أنهم لم يصلوا بأجسادهم، لكن وصلوا إلى كل بيت وشارع ومخيم وحارة فلسطينية، وقلب وعقل كل طفل وشيخ ورجل وامرأة.. جاءوا وهم يدركون أنهم قد يستشهدوا لكنهم كانوا مصرين ومستعدين لدفع حياتهم ثمنا لحرية غزة ".
لن يكسروا إرادتنا..!
وبجانب شاطيء غزة الذي غص بالمتظاهرين " المصدومين " كانت الحاجة أم شادي أبو الحصين " 54 عاما " تتكيء على صورة ابنها الأسير وهي تنظر بعمق إلى مياه البحر كأنها تعاتبه على عدم تمكين أسطول الحرية من الوصول إلى غزة .
قالت وهي تحتضن صورة ابنها الأسير وبتنهيدة عميقة " ضغط و جرائم إسرائيل تزيدنا إصرارا و حبا للحرية وهيهات هيهات أن تنجح إسرائيل في إذلالنا ".
كانت الحاجة أم شادي تتحدث كأنها سياسية مخضرمة لكن سنوات النكبة التي عاشتها كافية لأن تجعل منها كذلك فكيف بمعاناتها في ظل استمرار اعتقال ابنها شادي الذي أنهى مدة محكوميته البالغة سبع سنوات و ترفض قوات الاحتلال الإفراج عنه.
وصرخت فجأة وقد اقتربت منها إحدى المتضامنات وهي أم لأسير أيضا " التضامن سيتصاعد و العزيمة ستشتد وهم يغذوننا بالدعم المعنوي ولن نسلم لهم الراية ".
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية طالب بمحاكمة قادة إسرائيل باعتبارهم " مجرمي حرب " بعد هجومها على أسطول الحرية الذي سقط فيه أكثر من 19 قتيلا وعشرات الجرحى، داعيا إلى إضراب شامل يوم غد في غزة والضفة الغربية.
وقال هنية في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات طارئة لحكومته إن " الهجوم الإسرائيلي يمثل جريمة دولية وفضيحة سياسية تمت بقرار عسكري غاشم، ارتكبتها إسرائيل اليوم في المياه الدولية بعيدا عن أعين العالم ".
من ناحيته قال الرئيس محمود عباس في تصريحات له إن "ما قامت به إسرائيل فجر اليوم يُمثل عدوانًا مركبًا، حيث تم قتل من يقدمون المساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة المحاصرة أصلاً من قبلها".
" يستحقون منا كل احترام "
وكان أسطول الحرية يضم عدة سفن تحمل على متنها نحو 700 متضامنا يمثلون (40 ) دولة ، إضافة إلى نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة خاصة للمعاقين الذين انتظروا بلهفة وصول تلك المساعدات من أجهزة طبية و كراسي متحركة تساعدهم في حياتهم " القاسية " بفعل الإصابات التي خلفها سابقا العدوان الإسرائيلي على غزة.
لكن الحاج أبو خليل الذي وقف على مقربة من خيمة اعتصام و تضامن مع شهداء و جرحى و معتقلي أسطول الحرية أقيمت على مشارف ميناء غزة تدخل مسرعا و هو يقول " انتظرنا السفن بحرارة لأن عنوانها التضامن المعنوي و السياسي و ليس المادي ..فوقفتهم و رحلتهم الطويلة من بلادهم البعيدة يستحق كل تقدير و احترام ".
وقال الرجل الستيني " عشنا سنوات النكبة لكن الجرائم هذه التي تقع أمام العالم وعلى الهواء مباشرة يجعل الحليم حيرانا خاصة أن دول العالم لا يتحركون لنجدتنا بل لدعم إسرائيل فقط ".
وحظيت الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن احتمال إصابة الشيخ رائد صلاح باهتمام كبير لدى المواطنين الذي يكنون له كل تقدير و احترام و يعتبرونه رمزا للكرامة الإنسانية وعنوانا للتحدي في مواجهة مشاريع الاستيطان و التهويد للمسجد الأقصى.
وتواجد الشيخ صلاح ضمن صفوف النشطاء وجرى اعتقاله في أعقاب الهجوم على أسطول الحرية حيث سيتم تقديمه لمحكمة عسكرية برفقة عدد من مواطني الـ 1948.
وهتف شبان " بنحييك يا رائد الصلاح..دمنا فداك يا رمز القدس و المسجد الأقصى " وهم يرددون كلماته المشهورة " سنوقد سراج القدس و المسجد الأقصى من دمائنا " فيما أطلق عليه آخرون لقب " غاندي فلسطين ".
ولم يغب عن المتظاهرين التأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام لتجاوز الأزمات المتلاحقة و لمواجهة الحصار الإسرائيلي المتواصل فيما تواجد العديد من ممثلي حركتي "فتح " و " حماس" في ميناء غزة.
ولم تتوقف سلسلة المسيرات الجماهيرية المنظمة و العفوية التي تدفقت صوب ميناء غزة الحزين والذي وصفه أحد المتضامنين " ميناء غزة مثل العروس التي اغتالوا عريسها ليلة زفافها ".
غادر بعض المواطنين الميناء و جاء آخرون وتوالت أمواج البحر وهي تسعى جاهدة إلى إيصال رسائل المتضامنين رغم عمليات " القرصنة " الإسرائيلية التي أودت بحياة بعضهم و تركت الآخرين ما بين جريح و معتقل فيما بدأت مؤسسات و تنظيمات تستعد لتنظيم المزيد من الفعاليات احتجاجا و تضامنا مع ضحايا أسطول الحرية الذي وصلت رسالته إلى أرجاء العالم وليس إلى غزة فحسب.
تقدم مواطنون غاضبون معظمهم من أهالي الأسرى و هم يحملون على أكتافهم نعشا رمزيا لف بالعلمين الفلسطيني و التركي متوجهين صوب ميناء غزة التي كانت تستعد لاستقبال أسطول الحرية المتوجه إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية.
هتف المتظاهرون وهم يرفعون أعلام الدول الأوربية المشاركة في أسطول الحرية " وصلت دماء المتضامنين عبر أمواج بحر غزة رغم أن الأجساد حرمت من الوصول إلى شاطيء غزة " وعلامات الغضب و الحزن و الأسى بادية على ملامحهم التي تتصبب عرقا غير آبهة بحرارة الشمس اللاهبة.
المظاهرات العارمة و مسيرات الغضب الجماهيري التي جابت الشوارع باتجاه ميناء غزة جاءت في أعقاب هجوم عسكري إسرائيلي استهدف السيطرة على سفن أسطول الحرية ومنعها من الوصول إلى غزة المحاصرة إسرائيليا منذ أكثر من أربعة أعوام.
وعكف شبان و شابات على نثر الورود على شاطيء بحر غزة ترحما على أرواح الشهداء و تضامنا مع الجرحى و المعتقلين و تقديرا لجهود النشطاء الذين خاضوا عباب البحر من أجل رسالة سامية تتعلق بكسر الحصار على غزة.
وأسفر الهجوم العسكري الحربي الإسرائيلي عن ارتكاب مجزرة دموية بحق نشطاء أسطول الحرية مما أسفر عن استشهاد نحو تسع متضامنين كانوا على متن سفن الأسطول في المياه الدولية فيما أصيب أكثر من خمسين بجراح مختلفة.
وخلال ساعات فقط تحول ميناء غزة الذي كان يستعد لاستقبال أسطول الحرية وقد تزين بالصور و أعلام الدول المشاركة في حملة التضامن لكسر الحصار على غزة إلى خيام وسرادق للعزاء و التضامن والغضب على الجريمة الإسرائيلية.
وغص المكان الساحلي بأفواج من المتظاهرين و الغاضبين من مختلف الاتجاهات السياسية و الفئات المجتمعية و على رأسهم كبار السن و الأطفال و المعاقين.
وقال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار " إنهم وصلوا رغم أنهم لم يصلوا بأجسادهم، لكن وصلوا إلى كل بيت وشارع ومخيم وحارة فلسطينية، وقلب وعقل كل طفل وشيخ ورجل وامرأة.. جاءوا وهم يدركون أنهم قد يستشهدوا لكنهم كانوا مصرين ومستعدين لدفع حياتهم ثمنا لحرية غزة ".
لن يكسروا إرادتنا..!
وبجانب شاطيء غزة الذي غص بالمتظاهرين " المصدومين " كانت الحاجة أم شادي أبو الحصين " 54 عاما " تتكيء على صورة ابنها الأسير وهي تنظر بعمق إلى مياه البحر كأنها تعاتبه على عدم تمكين أسطول الحرية من الوصول إلى غزة .
قالت وهي تحتضن صورة ابنها الأسير وبتنهيدة عميقة " ضغط و جرائم إسرائيل تزيدنا إصرارا و حبا للحرية وهيهات هيهات أن تنجح إسرائيل في إذلالنا ".
كانت الحاجة أم شادي تتحدث كأنها سياسية مخضرمة لكن سنوات النكبة التي عاشتها كافية لأن تجعل منها كذلك فكيف بمعاناتها في ظل استمرار اعتقال ابنها شادي الذي أنهى مدة محكوميته البالغة سبع سنوات و ترفض قوات الاحتلال الإفراج عنه.
وصرخت فجأة وقد اقتربت منها إحدى المتضامنات وهي أم لأسير أيضا " التضامن سيتصاعد و العزيمة ستشتد وهم يغذوننا بالدعم المعنوي ولن نسلم لهم الراية ".
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية طالب بمحاكمة قادة إسرائيل باعتبارهم " مجرمي حرب " بعد هجومها على أسطول الحرية الذي سقط فيه أكثر من 19 قتيلا وعشرات الجرحى، داعيا إلى إضراب شامل يوم غد في غزة والضفة الغربية.
وقال هنية في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات طارئة لحكومته إن " الهجوم الإسرائيلي يمثل جريمة دولية وفضيحة سياسية تمت بقرار عسكري غاشم، ارتكبتها إسرائيل اليوم في المياه الدولية بعيدا عن أعين العالم ".
من ناحيته قال الرئيس محمود عباس في تصريحات له إن "ما قامت به إسرائيل فجر اليوم يُمثل عدوانًا مركبًا، حيث تم قتل من يقدمون المساعدة للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة المحاصرة أصلاً من قبلها".
" يستحقون منا كل احترام "
وكان أسطول الحرية يضم عدة سفن تحمل على متنها نحو 700 متضامنا يمثلون (40 ) دولة ، إضافة إلى نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة خاصة للمعاقين الذين انتظروا بلهفة وصول تلك المساعدات من أجهزة طبية و كراسي متحركة تساعدهم في حياتهم " القاسية " بفعل الإصابات التي خلفها سابقا العدوان الإسرائيلي على غزة.
لكن الحاج أبو خليل الذي وقف على مقربة من خيمة اعتصام و تضامن مع شهداء و جرحى و معتقلي أسطول الحرية أقيمت على مشارف ميناء غزة تدخل مسرعا و هو يقول " انتظرنا السفن بحرارة لأن عنوانها التضامن المعنوي و السياسي و ليس المادي ..فوقفتهم و رحلتهم الطويلة من بلادهم البعيدة يستحق كل تقدير و احترام ".
وقال الرجل الستيني " عشنا سنوات النكبة لكن الجرائم هذه التي تقع أمام العالم وعلى الهواء مباشرة يجعل الحليم حيرانا خاصة أن دول العالم لا يتحركون لنجدتنا بل لدعم إسرائيل فقط ".
وحظيت الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن احتمال إصابة الشيخ رائد صلاح باهتمام كبير لدى المواطنين الذي يكنون له كل تقدير و احترام و يعتبرونه رمزا للكرامة الإنسانية وعنوانا للتحدي في مواجهة مشاريع الاستيطان و التهويد للمسجد الأقصى.
وتواجد الشيخ صلاح ضمن صفوف النشطاء وجرى اعتقاله في أعقاب الهجوم على أسطول الحرية حيث سيتم تقديمه لمحكمة عسكرية برفقة عدد من مواطني الـ 1948.
وهتف شبان " بنحييك يا رائد الصلاح..دمنا فداك يا رمز القدس و المسجد الأقصى " وهم يرددون كلماته المشهورة " سنوقد سراج القدس و المسجد الأقصى من دمائنا " فيما أطلق عليه آخرون لقب " غاندي فلسطين ".
ولم يغب عن المتظاهرين التأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام لتجاوز الأزمات المتلاحقة و لمواجهة الحصار الإسرائيلي المتواصل فيما تواجد العديد من ممثلي حركتي "فتح " و " حماس" في ميناء غزة.
ولم تتوقف سلسلة المسيرات الجماهيرية المنظمة و العفوية التي تدفقت صوب ميناء غزة الحزين والذي وصفه أحد المتضامنين " ميناء غزة مثل العروس التي اغتالوا عريسها ليلة زفافها ".
غادر بعض المواطنين الميناء و جاء آخرون وتوالت أمواج البحر وهي تسعى جاهدة إلى إيصال رسائل المتضامنين رغم عمليات " القرصنة " الإسرائيلية التي أودت بحياة بعضهم و تركت الآخرين ما بين جريح و معتقل فيما بدأت مؤسسات و تنظيمات تستعد لتنظيم المزيد من الفعاليات احتجاجا و تضامنا مع ضحايا أسطول الحرية الذي وصلت رسالته إلى أرجاء العالم وليس إلى غزة فحسب.
تعليقات
إرسال تعليق