رسالتان من هنية و المكتب الإعلامي إلى الرئيس مبارك


غزة – محسن الإفرنجي:
بعثت الحكومة الفلسطينية في غزة رسالتين إلى الرئيس المصري حسني مبارك لنزع فتيل التوتر بين الجانبين الذي اندلع مؤخرا إثر الأحداث المؤسفة التي وقعت وأسفرت عن مقتل جندي مصري وإصابة عشرات المواطنين الفلسطينيين بجروح أحدهم أصيب بشلل نصفي وفق المصادر الطبية.
وقال رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية في حوار مع قناة "القدس" الفضائية : "بعثت برسالة خطية للرئيس المصري حسني مبارك وقد سلمت بشكل رسمي له وبانتظار الرد عليها".
وأوضح أن الرسالة الخطية تمحورت حول طلبه عقد اجتماع عاجل بين حكومته والقيادة المصرية لمعالجة إشكاليات العلاقة بين حماس ومصر وإنهاء حالة التوتر على الحدود .
وكان هنية أجرى عدة اتصالات مع مسئولين مصريين، بينهم رئيس إدارة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري، مصطفى الفقي في وقت أكدت فيه حركة "حماس" أن علاقتها مع مصر "إستراتيجية".
ووصف هنية الجدار الفولاذي بـ "الضار" كونه يشدد الحصار على غزة معتبرا أنه "مخالف للعلاقة الفلسطينية المصرية وللقانون الدولي والإنساني".
وتعرضت "حماس" مؤخرا لحملة إعلامية شرسة من شخصيات مسئولة سياسيا وإعلاميا وصلت إلى حد تقديم محام مصري بلاغا إلى النائب العام المصري طالب فيه باعتقال إسماعيل هنية وأي من قيادات (حماس) في حال دخولهم إلى مصر, لحين تسليم من سماهم قتلة الجندي المصري "أحمد شعبان" الذي لقي مصرعه في اضطرابات على حدود قطاع غزة قبل أقل من أسبوعين.
وكان مجلس الشعب المصري قد شهد أيضا جدلا حادا بعد مطالبة 150 عضوا من الحزب الوطني الحاكم حركة "حماس" بتسليم قاتل أحمد شعبان.
وجاءت التوترات الأخيرة في أعقاب شروع مصر ببناء جدار فولاذي على حدودها مع قطاع غزة بحجة "حماية أمنها الاستراتيجي" وفق تصريحات سياسيين مصريين وهو ما شكل "صدمة" لحكومة غزة و للمواطنين والفصائل الوطنية و الإسلامية كافة.
لكن "حماس" ذكرت أن تحقيقاتها إزاء مقتل الجندي المصري تفيد بأن الجندي قتل برصاص مصري، كما أن الحركة طلبت من أبو الغيط الإفصاح عن اسم الشخصين اللذين قال إنهما قتلا الجندي المصري كي تحقق معهما حماس، لكن الأخير لم يستجب لطلبها.
وقال هنية في رده على الهجمة الإعلامية و السياسية ضد حكومته: " نأسف للحملة التي تتعرض لها حماس وغزة ونؤكد أن غزة لا تستحق ذلك لأنها بوابة تدافع عن الأمن الفلسطيني و العربي بشكل عام"، مشددا على نفي وجود أي نوايا سلبية لدى حماس وحكومته تجاه مصر أو الإضرار بالعلاقات مع القاهرة.
رسالة المكتب الإعلامي
من جانبه بعض المكتب الإعلامي الحكومي‏ بغزة رسالة مماثلة إلى الرئيس مبارك دعاه فيها إلى التدخل لوقف حملة التشهير والشتائم الإعلامية المصرية ضد حكومة غزة وقياداتها.
وقالت الرسالة: "إن الشتم والتشهير لا يعالج الخلافات ولا يضمد الجراح، وما تقبله مصر من إعلام الغير، حري بها ألا تقبله من إعلامها في حق الغير".
وأضافت: "لقد تألمنا كما تألمتم لمقتل الجندي المصري "أحمد شعبان" رحمه الله، ومن فوره قدم رئيس الوزراء إسماعيل هنية واجب العزاء، وشكل لجنة تحقيق" منوها أن ما أصاب الفلسطينيين "كان مؤلماً أيضاً إثر إطلاق نار مباشرة على الأطفال، وأحدهم يعاني من شلل نصفي وهو أمر أهمله الإعلام المصري" وفق رسالة المكتب الإعلامي.
وحملت الرسالة " شكوى باسم الحكومة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي ضد الحملة الإعلامية القاسية التي تديرها وسائل إعلامية مصرية ضد غزة المحاصرة، وضد فصائل وقيادات وطنية محترمة، وتكيل لها تهماً باطلة بغرض تشويه صورتها في الضمير الشعبي المصري والعربي".






تعليقات